في الوقت الذي رصد مسؤولو مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني 69 نقطة كأبرز ملامح نقاش جلسات لقاء الخطاب الثقافي السعودي الثالث حول القبلية والمناطقية والتصنيفات الفكرية في جدة أمس، خلص المشاركون إلى أن تغليب الولاء للقبيلة أو المنطقة والمذهب على حساب الولاء للوطن المرتكز على الشريعة، مخالف للإسلام ونظام الحكم وحقوق الإنسان.

ووفقا للبيان الختامي للقاء، وتلاه نائب الأمين العام للمركز الدكتور فهد السلطان، فإن أفكار المشاركين من الجنسين ركزت على أن المملكة مكونة من مجتمعات متنوعة وقبائل متعددة مما يجعلها عنصر قوة للوحدة الوطنية، وضرورة استثمار تنوع وتفاوت المجتمع السعودي في تعزيز الوحدة الوطنية وخدمة التنمية بما يضمن مستقبلا حضاريا موحدا، داعياً إلى تعزيز ذلك بين المواطنين باستخدام وسائل الإعلام والجهات التعليمية.




انتهى المشاركون في جلسات لقاء الخطاب الثقافي السعودي الثالث "حول القبلية والمناطقية والتصنيفات الفكرية" أمس في جدة إلى 69 نقطة رصدها مسؤولو مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني كأبرز ملامح النقاش على مدى يومين.

وتلا نائب الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور فهد السلطان التقرير الختامي للقاء، مشيراً إلى أن أفكار المشاركين من الجنسين ركزت على أن المملكة مكونة من مجتمعات متنوعة وقبائل متعددة ما يجعلها عنصر قوة للوحدة الوطنية.

وأضاف البيان: ويرى المشاركون أن تغليب الولاء للقبيلة أو المنطقة والمذهب على حساب الولاء للوطن المرتكز على الشريعة، مخالف للإسلام ونظام الحكم وحقوق الإنسان.

وواصل السلطان قراءته للبيان قائلا: ولأن المجتمع السعودي متنوع وفيه تفاوت في المفهوم والممارسة فإنه يجب استثمار هذا التباين في تعزيز الوحدة الوطنية وخدمة التنمية بما يضمن مستقبلا حضاريا موحدا، داعياً إلى تعزيز ذلك بين المواطنين باستخدام وسائل الإعلام والجهات التعليمية.

وكانت جلسة التصنيفات الفكرية صباح أمس قد شهدت إشارة الدكتور راكان حبيب إلى أن التقاذف بالتقسيمات الفكرية مدعاة للتنافر بين أبناء الوطن متحولاً إلى ورقة سياسية بين أفراد التيارات في البلد، مطالباً بسن قوانين لتجريم من يدعو إلى ذلك والتأكيد على المساواة بين المواطنين في الحقوق.

وقال مشاركون في اللقاء لـ"الوطن": إن التصنيف أمر لا بأس به إن كان المقصد منه التعريف والوصف، شارطين رضا الموصوف به وأن يكون من الثقافة السعودية وليس مستوردا، في حين ذم البعض أنواعا من أساليب التصنيف التي تسلب الآخر حقوقه الفكرية ويترتب عليه تخوينهم.

في حين قال الشاعر والكاتب محمد زايد الألمعي إن طبقة في المجتمع تحتكر إطلاق المسميات على باقي الأطياف وتدعو إلى تسميتهم بما سموه هم، مشيراً إلى انتقائية التصنيفات الفكرية تأتي حسب المصالح الشخصية لفئة معينة من المجتمع إضعافاً للوحدة الوطنية. وتساءل الكاتب الصحفي هاشم الجحدلي قائلاً "لمن يعود الوطن"؟، مجيباً أنه وطن للسعوديين فقط، لكن المشاركة ياسمين هاشمي خالفته قائلة إن الوطن للجميع، مواطنين وغيرهم، وهو ما يعزز المواطنة بحسب رأيها.

وفي القاعة النسائية انتقدت المشاركات الفكر الحديث وتكفير أصحابه، ودعت أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك عبدالعزيز مدير الفرع النسائي بهيئة حقوق الإنسان فتحية حسن القرشي إلى عدم الخلط بين مسمى "التصنيفات الفكرية" التي لا تستند على معايير موضوعية أو دينية وبين التعددية، وقالت لـ "الوطن" لا بد أن نميز بين التعددية والتصنيف الفكري واصفة ما يحدث على الساحة الآن بالشتات والإقصاء.

واعترضت عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم الدكتورة أسماء العمرو على من يهاجم التصنيفات، وقالت "إن الاختلاف سمة كونية، مشيرة إلى أن الجهل بالدين والبعد عن طريق العلم والحقد والحسد كل هذا أدى لتجميد العقل وإبعاده عن تهادي الفكر لكن يحق لنا القول بوجود تصنيفات إذا تحول الاختلاف إلى خلاف، مؤكدة على أن الهوى والعصبية وانحراف الشخص عن طريق العلم من أهم الأسباب التي أدت للتصنيفات الفكرية.

في حين أيدت الكاتبة بصحيفة الوطن بشاير محمد تعدد التصنيفات وقالت إن تعدد التيارات الفكرية ما هو إلا دليل على الحراك الفكري الذي يصب في نبض المجتمع ومصلحته، مشيرة إلى حق كل المسميات السابقة أن تلتقي في أندية تتيح للجميع حق المشاركة وإبداء الرأي. ورأت امتثال عبدالعظيم أبو السعود أن المخرج من هذه الإشكاليات هو انتهاج درب الإصلاح الشامل وترتيب أولويات الوطن وتعريف المواطن بفن التعامل مع الذات، ويأتي هذا من خلال تحسين المعيشة ورفع مستوى التعليم وإسكات من يحاولون تحريك "الماء الراكد" ومن يهدفون لإشعال فتيل التفرقة بين العلماء وأهل الدين.


أهم نقاط جلسة التصنيفات الفكرية

خطورة الخلط بين ثوابت الدين وبين العادات الموروثة والتقاليد.

ضرورة فهم أهداف ومصادر التعددية الثقافية قبل الخوض في مسمياتها، كالتشدد والليبرالية والأمركة وغيرها.

القبلية والمناطقية والتعصب المذهبي قد تكون ردود أفعال لممارسات متراكمة.

نضوج المجتمعات المحلية يجعل احتكار الغيرة على الدين أمرا غير مقبول وغير مقنع.

التصنيفات تقسم أفراد المجتمع وتؤدي إلى إضعافه وتفككه.

البعد عن السلوك العدائي للإطاحة بالخصم المخالف في الاتجاه الفكري.

ضرورة إحسان الظن بالآخرين حتى نجتمع على قلب واحد.