عاد التاريخ نفسه صباح أمس، لتتلبد سماء جدة بالغيوم منذ الصباح الباكر، ويبدأ سكان أحياء شرق وجنوب جدة في لملمة أمتعتهم، ومن ثم المغادرة واللجوء إلى أحياء أكثر أمانا، مستعيدين ذكرى "الأربعاء الأسود" من العام قبل الماضي، والذي حلت فيه كارثة السيول.

وشهدت بعض الأحياء التي تضررت من سيول العام قبل الماضي في شرق وجنوب جدة صباح أمس نزوحا لافتا لبعض الأسر إلى المناطق الأكثر أمانا ـ على حد تعبيرهم ـ بالتزامن مع بدء إدارات تعليم البنين والبنات تنفيذ خططها القاضية بالإخلاء التدريجي لطلابها وطالباتها وفق توجيهات إدارة الدفاع المدني.

وأكد عدد من سكان أحياء قويزة والجامعة لـ"الوطن" أمس، أن كثافة السحب، وأصوات الرعد دفعتهم إلى اتخاذ إجراءات استثنائية تتعلق بتحركهم فورا من أماكن تواجدهم، والنزوح إلى مواقع "أكثر أمانا".

وأوضح راضي السالمي، من سكان حي قويزة، أن أحداث "سيول الأربعاء"، ما زالت في ذاكرة أهالي الحي، وتتجدد عندما تعود السحب القاتمة إلى السماء، منذرة بهطول أمطار غزيرة، مما دفع بعض السكان للخروج إلى منطقة الكورنيش غرب جدة لحين التأكد من هدوء الوضع.

ومن حي النخيل المجاور، أكد منصور الحربي، أنه وجيرانه عملوا منذ صباح أمس بمبدأ "الاحتياط واجب" لمواجهة ظروف الأمطار، وخرج مع بعض الجيران إلى مناطق آمنة، وأنه انتقل للاستقرار في منزل شقيقه بأحد أحياء وسط جدة، وسيقرر لاحقا إن كان سيعود إلى منزله بعد الاطمئنان لما ستعلن عنه هيئة الأرصاد الجوية.

ووصف السكان إجراءات بعضهم للخروج من الأحياء بالعادة التي ستصبح تلازمهم دائما، وخصوصا أن أمس كان يوافق الأربعاء، متخوفين من إعادة التاريخ نفسه، وحدوث كارثة سيول جديدة، بعد مشاهدتهم كثافة السحب التي غطت السماء منذ صباح أمس.

وتمنى مرزوق طامي من سكان الصواعد، شرق جدة بلهجته المحلية، أن "تعدي على خير". متسائلا عن إمكانية تقديم دعم للسكان الذين لا يملكون أموالا كافية للسكن في أماكن أكثر أمانا، إلى أن تهدأ حالة الطقس على أحيائهم التي لا تزال تحتاج إلى المزيد من مشاريع درء أخطار السيول.