الجولة الأولى من دوري زين عدت بسلام، والتعليق على مستوى الحكام توقف في هذه الجولة، إلاّ من طرف مسؤولي الأهلي الذين رأوا أن الحكم يحيى هزازي كاد يحرمهم نقاط مباراتهم أمام الأنصار بكثرة أخطائه.
من حق أنصار الأهلي والنصر والاتفاق أن يحلموا بعودة فرقهم لتحقيق بطولة الدوري التي غابت عن هذه الأندية الثلاثة سنوات طويلة، وهم في رأيي محقون في أن يصل سقف الطموح لديهم إلى رفع درع دوري هذا الموسم.
والحقيقة أن العمل في الأندية "المحتكرة" لبطولة الدوري، والأندية الثلاثة الغائبة لايوجد به فوارق كبيرة، بل ربما كان متساوياً، وربما مالت الأفضلية إلى فريق آخر من خارج الفرق الثلاثة الهلال، والاتحاد، والشباب.
فلو توقفنا عند مصروفات الأندية في الموسم الماضي، لوجدنا أن نادياً كـ"الأهلي" مثلاً ـ، صرف على فريق كرة القدم الأول 100 مليون ريال، بما في ذلك عقد الرعاية والشراكة مع stc.
وفي تقرير نشرته صحيفة Saudisport الأسبوعية في أحد أعدادها الشهر الماضي أشار التقرير إلى أن ميزانية الهلال بطل الدوري وكأس ولي العهد وصلت إلى 90 مليون ريال، والاتحاد الذي خرج من الموسم ـ بلا بطولة ـ صرف 85 مليون ريال، وأنفق النصر على فريقه 80 مليون ريال.
ولا شك أن الأندية الطامحة للبطولات الكبرى، لا تفكر في الأرقام التي تصرفها، ولكنها مع ذلك تعرف أين ستذهب هذه الملايين، وما هي النتيجة النهائية التي تنتظرها، والتي ربما لا تتحقق معها البطولة، ولكنها حافظت على فريق منافس لم يفقد هيبته، ولم يفقد ثقة جمهوره!
نسمع كثيراً عن مقولة "شخصية الفريق البطل"، وأعتقد أن ذلك هو ما ينقص الأهلي والنصر والاتفاق ليصبحوا منافسين ثابتين على البطولات المحلية، وأولها وأهمها بطولة الدوري، وإن كانوا في حاجة أيضاً إلى ـ ضبط إداري ـ، ولا سيما في الأهلي والنصر.
ولعل من أهم الأسباب التي جعلت هذين الناديين الكبيرين في مراكز بعيدة عن المنافسة على بطولة الدوري، هي عدم وجود رؤية واضحة تحدد الأهداف، وترسم وتخطط، وتعرف موقف الفريق في نهاية الموسم.
وفي نظري ومن زاويتي الشخصية لا أجد أن هناك فرقاً بين مشروع جديد، وفريق يريد أن يعود ليفوز بالبطولة، فكما نضع أهدافنا للمشاريع التي نقيمها، كذلك الحال مع الأندية، فبناء الشخصية يمر بمراحل، وكذلك بناء المشاريع الكبيرة.
ولذلك نجد أن عاطفة جماهير هذه الأندية باتت تحدثها بفريقها الذي لبس في هذا الموسم قميص الفريق البطل، وأنه قد يكون بطلاً للدوري، ما لم تتعامل إدارات الأندية بواقعية مع جماهير أنديتها، وتضعها في صورة الواقع، إلاّ إذا كانت هذه الإدارات تنظر هي الأخرى للوضع من زاوية العاطفة.
وحتى لا يفهم ما أريد الوصول إليه بطريقة خاطئة، فإن هذه الفرق الثلاثة الأهلي، والنصر، والاتفاق لديها مقومات ـ بطل الدوري ـ، ولكنها بكل صراحة ووضوح تنقصها شخصية الهلال والاتحاد، وهذه الميزة التي يفتقدها هذا الثلاثي لا تشترى بالمال، إلاّ أنه يظل عاملاً مساعداً ومهماً.
بوصلة
• الأهلي يسير بصمت، أما جمهوره فصوته مرتفع، وعليكم أن تحسبوا كم جولة مقبلة سيكون فيها جمهور الأهلي صاحب المرتبة الأولى.
• أمام الاتحاد مهمة كبيرة اليوم، فإما أن يؤكد أنه فارس آسيا الأول، أو يؤكد أن لديه مشكلة في الدفاع كشفها لنا فريق التعاون. بالتوفيق للعميد.
• بكثير من الإعجاب كنت أتابع مدير هيئة دوري المحترفين محمد النويصر في لقائه مع برنامج "في المرمى" من قناة العربية.. إنه أحد مكاسب كرة القدم السعودية.
• أقل ما يمكن أن يقال للقناة الرياضية السعودية بعد الجولة الأولى من دوري زين ـ كفيتوا ووفيتوا ـ، وتفوقتم، ونجحتم، وكسبتم الجولة من أول جولة. بالتوفيق.
• أين عامر عبدالله؟ سؤال أوجهه لقناتنا الرياضية، وأطالب الأمير تركي بن سلطان، نائب وزير الثقافة والإعلام لشؤون الإعلام بعد تهنئته بالثقة الملكية وأقول: إذا كان الإخراج قد نجح، فإن النجاح يكتمل بمعلق ناجح ومتمكن.