"نعاني من خلل كبير في الوسطية في الأحكام على الدول وعلى العلماء والمجتمعات" بهذه الكلمات افتتح وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ ورشة العمل الثانية لندوة "الأمن الفكري وتعزيز الوسطية في المناطق" أمس، وقال إن الوسطية ليس المقصود بها وسطية الأهواء بل وسطية أهل السنة والجماعة ويأتي تبعا لها الوسطية في التعامل والوسطية في الحكم على الناس، داعياً طلبة العلم إلى رفع درجة المواجهة لأصحاب الفكر الضال والرد على الشبه التي يتم إدخالها إلى عقول الناس و"هذا مبدأ لا يجب التساهل به".
وأضاف آل الشيخ في كلمته أن الأئمة مطلوب منهم الكثير "لأننا لو تصورنا تجمع الناس في المساجد في الصلوات الخمس لعلمنا أنه يجب الإحسان في الخطاب وتوجيهه التوجيه السديد"، مبيناً أن العمل في المساجد رسالة وليس وظيفة لأن الوظيفة تلزم الشخص بأداء العمل، أما الرسالة فسنصل بها إلى المصلي إذا استخدمت الأدوات المناسبة في التوجيه.
وأشار آل الشيخ إلى أن التفاعل مع الندوات الفكرية التي تقيمها الوزارة كان مشجعا لكن النقص كان في الجانب الإعلامي لأن التعاون لم يكن بالشكل المطلوب ولم يصل التفاعل إلى الدرجة التي من خلالها يصل للناس ما نتحاور من أجله وهو الأمن الفكري وتعزيزه في قلوب الناس، داعياً إلى عدم اقتصار الندوات والمحاضرات في جانب الأمن الفكري على طلبة العلم المشاهير " لأنه قد لا يكون طالب العلم المشهور مستعداً بشكل جيد، بل نريد طلبة علم لديهم استعداد وتأصيل قوي".
وأوضح وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد الدكتور توفيق السديري في تصريح إلى "الوطن" أن الندوات مستمرة لثلاث سنوات قادمة وأنه جرى تقييم العمل في الفترة السابقة واستشراف المستقبل، مشيراً إلى أن الندوات حققت نجاحات كبيرة وجاء العمل على أكمل وجه بعد أن نفذت أكثر من 100 ندوة في جميع مناطق المملكة خلال الستة الأشهر الماضية.
وفي سؤال "الوطن" حول تأخير صلاة العشاء وكثرة المطالبين به، قال السديري هذا الأمر لم نبحثه حتى الآن وهو مرتبط بعدة جهات حكومية ذات علاقة بهذا المطلب تشمل الإفتاء وإمارات المناطق والأسواق الكبيرة وليست الوزارة وحدها، وحول وضع أئمة متفرغين في الفترة المقبلة، أشار السديري إلى أن هذا الموضوع لم يطرح بعد ولم يناقش داخل الوزارة. وقال رئيس لجنة الندوات الشهرية بالباحة عبدالله الزهراني إنهم بعد الندوة الرابعة في المنطقة مع الخطباء والأئمة تحققت لديهم نتائج إيجابية من المشاركين، مطالبا بإيجاد حقيبة تكون مادة علمية يستزيد منها الأئمة لتأدية الواجب المناط بهم.