ينتظر أن تواجه والدة الفتاة المختفية بالمدينة المنورة "حذيفة" مساءلة قانونية إثر تقديمها بلاغا كاذبا إلى الجهات الأمنية أفادت فيه بأن ابنتها البالغة من العمر 16 عاما تعرضت للاختطاف تحت تهديد السلاح، بعد أن اقتحم شبان المسكن واقتادوها إلى جهة غير معلومة، وهو ما كشفت التحقيقات أنه من نسج الخيال.

وخلصت تحقيقات رجال شرطة المدينة المنورة بإشراف مباشر من مديرها اللواء عوض السرحاني إلى أن الفتاة لم تخطف، وأن كافة المعلومات التي أدلت بها الأم للجهات الأمنية ضرب من الخيال، إذ تبين أن خطيبها حضر إلى المسكن وطلب من الأم أن تغادر خطيبته برفقته ليتمكن من عقد القران عليها في مكة المكرمة، فأذنت الأم له بذلك، ولعدم اقتناعها بالخاطب الذي رضيت به تحت ضغوط الأقارب أوهمت السلطات الأمنية بأن ابنتها تعرضت للاختطاف.

من جهته، أوضح الناطق الإعلامي لشرطة المنطقة العميد محسن الردادي أن شرطة العاصمة المقدسة تمكنت من القبض على الفتاة والشخص الذي تسبب في تغيبها أثناء إقامتهما في مكة المكرمة. وأشار إلى أنه من المزمع أن يتم التحقيق مع الفتاة والشخص المتسبب في تغيبها قريبا، بعد أن ادعى الأب أن الشاب هو من تسبب في تغيب ابنته عن المسكن. وكشفت مصادر مطلعة إلى "الوطن" أن ملف الأم سيحال إلى هيئة التحقيق والإدعاء العام، وذلك للمطالبة بمعاقبتها شرعا على ما أقدمت عليه من بلاغ كاذب، وإهدار لجهود رجال الأمن، وتضليلهم من خلال الإدلاء بمعلومات كاذبة لا أساس لها من الصحة.

وكانت خيوط الحقيقة تكشفت بعد أن أجرت الفتاة اتصالا هاتفيا بوالدتها، وأبلغتها أنها ستعود هي وزوجها إلى المدينة المنورة في أقرب وقت لزيارتها، بعد أن يقضيا شهر العسل. يذكر أن الحادثة لقيت أصداء واسعة في أوساط مجتمع المدينة المنورة، بعد أن تعاطف الكثيرون مع رواية الأم التي تضمنت أن 4 شبان متنكرين في أزياء نساء اقتحموا المسكن أثناء غياب الأب، وهددوها هي وأطفالها بالقتل من خلال سكين كان أحدهم يحملها، وذلك بعد أن تم حجزهم في غرفة، ومن ثم اقتادوا الفتاة إلى جهة غير معلومة، لتبدأ إثر ذلك الجهات الأمنية في التعامل مع البلاغ بجدية، فيما كثفت دوريات الأمن حينها من نقاط التفتيش على مداخل الحي سعيا للقبض على الجناة.