لم تحدث الجولة الأولى من دوري زين السعودي للمحترفين، أية تغييرات في المجرى الطبيعي الذي كان متوقعاً أن تعبر من خلاله سيول الفرق صاحبة (السيولة) الكبيرة، فجميعها حققت المرجو من مباريات البداية، فيما كسبت الفرق التي لم تفز احترام الفائزين أنفسهم من واقع الأداء الجيد والمميز لغالبيتها، وفي مقدمتها الصاعدان لدوري الأضواء، هجر والأنصار.

فهجر خسر أمام الهلال حامل اللقب بفارق هدف رغم مبادرته بزيارة مرمى حارس المنتخب حسن العتيبي بهدف رائع عن طريق المتألق خالد الرجيب، فيما خسر الأنصار بطل كأس الملك أمام فريق الأهلي بهدف الحوسني بعد أن قدم مباراة أكثر من رائعة كان بطلها الأول الحارس عبده بسيسي الذي قدم مباراة العمر ووقف سداً منيعاً أمام الغزو الأهلاوي المتواصل من جميع الاتجاهات وتوج نجماً للقاء بلا منافس من لاعبي الفريقين.

ورغم أن الجولة شهدت بروز عدد من الوجوه الجديدة من اللاعبين المحليين والأجانب، إلا أن كاميروني الهلال أكيل إيمانا، نجح في خطف الأنظار ولفت الانتباه إليه من أول ظهور رسمي مع الفريق، وأجبر من تسرعوا في وصفه بغير المناسب للفريق الأزرق، على تغيير نظرتهم فيه واستبدال ذمهم له بمدح لا حدود له من واقع ما قدمه في مباراة هجر.

وبعيداً عن تألق إيمانا الذي لن يكون من بين اهتمامات مدرب المنتخب الأول، الهولندي فرانك ريكارد، ارتفعت أسهم كثيرين في الجولة الافتتاحية، وكتبوا أنفسهم بقلم الرصاص مؤقتاً في دفاتر المدرب، على أن تٌكتب أسماؤهم في ما بعد بالحبر الجاف ويعتمدوا رسمياً متى ما استمروا في تألقهم مع فرقهم خلال الدوري، وهو ما سبق وأعلن عنه ريكارد بعد خسارة الأخضر مباراته أمام أستراليا برسم تصفيات آسيا المؤهلة إلى مونديال البرازيل، حينما أكد اعتزامه ضم وجوه جديدة من زين.

الطريق إلى الأخضر بعد انتظار طويل جداً، تبدو معبدة وسالكة تماماً أمام الرجيب والبسيسي، فالأول هداف بالفطرة وحسم الكثير من مباريات فريقه بدوري المظاليم، وكان له أبرز الأدوار في تأهل هجر إلى دوري الأضواء، كما أن التوقيت في مصلحة اللاعب خصوصاً وأن خط المقدمة في الأخضر ما يزال يبحث عمن يعيد إليه شراسته بعد أن أصبح وديعاً لا تهابه الخصوم، والأمر أيضاً ينطبق على البسيسي، فالأسباب التي أعادت العتيبي لمرمى الأخضر بعد طول غياب، من شأنها أيضاً أن تنادي بعودة البسيسي في يوم ما.