سنوات عاشتها الفتاة الجامعية نهاد سليماني وهي تبحث عن الوظيفة، ورغم أنها عثرت أخيرا على الفرصة في القطاع الخاص، إلا أن الوظيفة المضنية لم تساعدها في أداء واجباتها تجاه زوجها وأطفالها الثلاثة، فتركت العمل وتفرغت لبيتها. وأثناء مكوثها في المنزل، جمعت نهاد قائمة كاملة بالمراكز الاجتماعية والطبية والترفيهية والتعليمية التي تعنى بالطفل، حتى أصبحت مرجعا لمن حولها، وراودتها فكرة توّجتها بكتاب بعنوان "دليل الأم والطفل".

لم تيأس خريجة جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، فتمكنت من جلب رعاة ومعلنين لرعاية الدليل ماليا، مما أدر عليها دخلا كبيرا جعلها توزع الدليل على الأمهات مجانا.

تقول نهاد "جعلت من الدليل موسوعة لمنسقي ومنسقات حفلات الأطفال، والنوادي الاجتماعية والترفيهية، ومصممات الأزياء السعوديات المتخصصات في أزياء الأطفال، وقدمت فيه قائمة بأهم المكتبات العصرية المتخصصة في الكتب العالمية للأطفال.




 


لم تتوقع المواطنة نهاد سليماني التي تخرجت من جامعة الملك عبد العزيز، تخصص "إدارة الأعمال"، أن بحثها المستمر عن فكرة ناجحة لمشروع اجتماعي خدمي بعيدا عن رتابة الوظيفة، سيثمر أخيرا عن مورد رزق محترم ويحظى بتقدير وقبول المجتمع مع أول إطلاق لمشروعها (دليل الأم والطفل).

وتروي نهاد لـ "الوطن" عن بدايات المشوار والصعوبات التي واجهتها مع ظلام البطالة فقالت " بعد سنوات من البحث، طرقت فيها كل باب للحصول على وظيفة، حاملة بيدي ملفاً به شهادات جامعية متخصصة وجدت وظيفة في قطاع خاص, وللأسف كان الراتب لا يفي حتى بمصاريف المواصلات، في مقابل دوام طويل إلى درجة الإنهاك، مما أثر على حياتي الزوجية، ومنعني من أداء واجباتي تجاه زوجي وأطفالي الثلاثة الصغار على أكمل وجه.

وتواصل نهاد: الوظيفة لم تلب طموحاتي إضافة إلى متاعبها، ودخلها البسيط الذي لا يساوي شهاداتي والجهد والوقت المبذول فيها، فقررت البحث عن نوافذ مضيئة لنجاحات في مجال الأعمال، في إطار الإمكانات المادية المتاحة لي.

كانت نهاد تمارس حياتها كأي أم في جانب العناية بأطفالها والبحث عن الجهات التي تقدم خدمات وأنشطة ترفيهية وتطويرية لأطفالها، حتى أصبح لديها قائمة كاملة بكل الجهات التي تحتاجها أي أم لأطفالها. وبدون أن تدري أصبحت نهاد مرجعا للصديقات والقريبات عندما يبحثن عن هذه الخدمات، ووجدت بالصدفة طريقها إلى مشروعها الناجح، وهو "دليل الأم والطفل"، ويضم الدليل قائمة من المعلومات التي جمعتها حول كل ما تريد الأم أن تعرفه عن الجهات التي تقدم الخدمات الاجتماعية والترفيهية والتعليمية للأم وللطفل.

وعن الدليل تقول نهاد: كنت سعيدة جدا عندما بدأت إجراءات الأوراق الرسمية لإصدار الاسم التجاري ولمعرفة من سبقوني في هذا الطرح، فوجدت أنني السعودية الأولى التي تسجل اسمها في خدمة من هذا النوع، وتوقعت النجاح خصوصا، لقلة المنافسين، و كنت حريصة خلال عملي لإصدار الدليل على أن يتضمن الأعمال الإبداعية المميزة لسيدات سعوديات، وفضلت أن تكون لهن مساحة في الدليل، رغبة مني في إظهار ابتكارات المرأة السعودية المبدعة. وتابعت: يتميز الدليل بأنه قائمة معلوماتية لأفضل السيدات السعوديات اللواتي يقدمن مشاريع مبتكرة وغير عادية لخدمة الأم والطفل، واشترطت في كل من تريد الاشتراك أن يكون المنتج على نسق أحدث الابتكارات العالمية، ويلبي احتياجات الأم مع ندرة توفره، ونجحت في جلب العديد من الإعلانات والرعاة للدليل.

وأكدت نهاد أن الدليل يتضمن قسمين: الأول للأم، والقسم الثاني، وهو الأكبر خصص للطفل، وتتابع" جعلت منه موسوعة لمنسقي ومنسقات حفلات الأطفال، والنوادي الاجتماعية والترفيهية، ومصممات الأزياء السعوديات المتخصصات في أزياء الأطفال، وقدمت فيه قائمة بأهم المكتبات العصرية المتخصصة في الكتب العالمية للأطفال، وأيضا يتضمن تصاميم لفتيات سعوديات في مجال أثاث وديكور غرف الأطفال.

وتشير نهاد إلى أن المقالات الطبية والاجتماعية والتربوية هي أهم ما جذب المتلقين له، خصوصا أنه تضمن أسماء معروفة من المستشارات السعوديات المعروفات في مجال صحة المرأة والطفل. كما يتضمن الدليل التقنيات العلمية الحديثة لسلامة وصحة الطفل، وأيضا أحدث البرامج البحثية المتخصصة للأطفال في الشبكة العنكبوتية، وقدمت قائمة بكل جهات الاتصال المتميزة في تقديم خدماتها للأسرة.

وتشير نهاد إلى أن الدليل يصدر حاليا بشكل سنوي، فيما تأمل أن يتم إصداره في المستقبل كل نصف سنة، وتتمنى أن تنطلق من المنطقة الغربية ليوسع الدليل دائرة انتشار إنتاج المرأة السعودية المبتكرة ليشمل كل مناطق المملكة.

ودعت نهاد الفتيات السعوديات إلى ابتكار مشروعهن الخاص، دون النظر إلى الربح المادي الكبير، حيث إن المشروع الخاص يوفر للأم وقتا أطول للبقاء بجانب أطفالها، فيما الربح المادي ليس هو المهم، خصوصا إن كان مشروعها يحمل رسالة سامية ومفيدة لمجتمعها، مؤكدة أن دليلها يوزع مجانا على كل الأمهات.