تبادلت وزارتا الثقافة والأوقاف المصريتان الاتهامات حول المسؤولية عن سرقة منبر قايتباي الرماح الأثري الذي يقع بمنطقة مسجد السلطان حسن الشهير بوسط القاهرة.
ففي الوقت الذي أرسل وزير الثقافة فاروق حسني مذكرة إلى وزير الأوقاف الدكتور محمود حمدي زقزوق، يطالبه فيها بفتح التحقيق مع المسؤولين عن سرقة المنبر، ردت وزارة الأوقاف ببيان على لسان وزيرها تنفي فيه مسؤوليتها عن المنبر، مشيرة إلى أنها مسؤولة فقط عن صحن المسجد، أما المقتنيات الأثرية فهي خاضعة تماماً لسلطة الآثار ووزارة الثقافـة، الأمـر الـذي رد عليه أمين عام المجلس الأعـلى المصري للآثار الدكتور زاهي حواس بأن المجلس لن يسلم المساجد الأثرية لوزارة الأوقاف بعد اليوم، إلا عندمـا تضـع حـداً نهائياً لمسألة سـرقة المنابر والمساجد الأثـرية، محملاً الأوقاف مسؤولية السرقة.
تصاعدت أمس الأزمة المتفجرة بين وزارتي الثقافة والأوقاف المصريتين بسبب سرقة منبر قانباي الرماح الأثري الذي يقع ضمن مجموعة مسجد السلطان حسن الشهير بوسط القاهرة حيث أرسل وزير الثقافة فاروق حسني مذكرة إلى زميله وزير الأوقاف الدكتور محمود حمدي زقزوق، يطالبه فيها بفتح التحقيق مع المسؤولين عن سرقة المنبر، التي وقعت منذ شهر تقريبا، ولم يتم اكتشافها إلا أخيراً بالصدفة.
وقال حسني في تصريحات صحفية أمس إنه خاطب الأوقاف للتدخل ووضع حد لسرقة المساجد الإسلامية الأثرية المفتوحة دائما، موضحا أن هذه المساجد يتم ترميمها وتسليمها للأوقاف، التي تصبح مسؤولة عن حراستها وصيانتها.
وأوضح وزير الثقافة أن جميع المساجد الأثرية مملوكة لوزارة الأوقاف بكل المنقولات والعهد بما فيها القطع الأثرية، التي تصبح عهدة شخصية للعاملين بالأوقاف، بعد انتهاء وزارة الثقافة من ترميمها وتسليمها.
من جانبها ردت وزارة الأوقاف في بيان صحفي على لسان وزيرها الدكتور زقزوق نفت فيه مسؤوليتها عن المنبر، وقال البيان إن المسجد يتبع المجلس الأعلى للآثار ويخضع له تماماً وهو لم تقم فيه أية شعائر دينية منذ عامين حيث إن مفتاح المسجد في حوزة مشرف الآثار كما أن المنبر المسروق كان داخل أحد المخازن التابعة للمجلس الأعلى للآثار بمجموعة السلطان حسن.
وأوضحت الأوقاف أن مسؤوليتها داخل المساجد الأثرية تنحصر في صحن المسجد فقط، أما المقتنيات الأثرية فهي خاضعة تماماً لسلطة الآثار ووزارة الثقافة.
من جانبه قال أمين عام المجلس الأعلى المصري للآثار الدكتور زاهي حواس إن المجلس لن يسلم المساجد الأثرية لوزارة الأوقاف بعد اليوم، إلا عندما تضع حداً نهائيا لمسألة سرقة المنابر والمساجد الأثرية، وألقى حواس بمسؤولية واقعة سرقة منبر قانباي الرماح على عاتق وزارة الأوقاف، قائلا إن المجلس قام بترميم المسجد وسلمه للأوقاف التي قامت بدورها بتسليمه لأحد حراسها مؤكدا على أن المجلس ليس مسؤولا عما حدث.
وطلب حواس من وزير الأوقاف سرعة التدخل والتحقيق لمعرفة السارق والقبض عليه، ووضع آلية محددة لحراسة هذه المساجد المفتوحة أمام الجميع للصلاة خاصة، وأن هذه ليست المرة الأولى التي تسرق فيها منابر من المساجد الأثرية.
يذكر أن منبر قانباي الرماح مسجل كأثر برقم 136، وكان موجوداً بمسجد السلطان حسن ويعود المنبر للعصر المملوكي، وهو مصنوع من الخشب الهندي.