نحن خريجو اللغة العربية من عدة أعوام تخرجنا وأعمارنا قاربت الثلاثين، والبعض منا يعول أسرا حتى إنه وصل عدد خريجي اللغة العربية من الجامعيين العاطلين إلى ستة آلاف عاطل عن العمل تقريبا ونحن أصحاب مؤهلات جامعية، ودورات تدريبية، وخبرات عملية وتعليمية لكننا كفاءات مهمشة، نعم نحن خريجي اللغة العربية من الجامعات ضاقت بنا الدنيا، تحطمت أحلامنا التي بنيناها منذ نعومة أظافرنا، سيف البطالة يقتل نصفنا، والنصف الآخر يعاني من ظلم المدارس الأهلية، شباب بائس معدم، مرهق من التردد على بوابات الدوائر الحكومية بحثا عن وظيفة تكفل له عيشة هادئة في بيت صغير، لا أحد يريدنا فلو اتجهنا إلى وزارة التربية والتعليم لوجدنا أقل التخصصات قبولا عندها هو اللغة العربية بالرغم من الاحتياج الهائل الذي يلاحظه الكل، ولو اتجهنا إلى الكليات العسكرية لوجدناها تقبل جميع التخصصات بما فيها الدين والاجتماعيات ولكنها تغلق أبوابها في وجه خريج اللغة العربية.

المحظوظون منا ينتهي بهم المطاف بالتدريس في المدارس الأهلية بمرتبات ضئيلة لا تتجاوز الـ3000 ريال ولا تغطي متطلباته لفتح بيت وتكوين أسرة كما هي سنة الحياة، يعجز عن شراء حتى الحليب لإطعام أطفاله، ودفع إيجار الشقة وأقساط السيارة وفاتورة الكهرباء، والأمر من ذلك والأدهى أنهم في المدارس الأهلية يحرمونهم من أبسط حقوقهم وهو تدريس مادة تخصصهم، فنحن مجبرون على تدريس مواد الدين أو الاجتماعيات، لأن المدرس الأجنبي هو الأحق بتدريس تخصصه من ابن البلد!

لطالما جفت أقلامهم وهم يتنقلون من صحيفة إلى صحيفة يريدون من يسمعهم ويحس بهمومهم ومتطلباتهم المعيشية التي هي من أصغر حقوق المواطن السعودي.. هل اختبار القياس هو حاجز بينهم وبين تعيينهم.. أو هو من حطم السنين التي قضوها بالدراسة من حلوها ومرها؟ هل القياس هو سبب بطالة الخريجين من الجامعات والكليات التربوية؟ من منقذهم من محنتهم؟ من المنتظر الذي يترقبونه لحل أزمتهم وبطالتهم؟ إلى أين ينتهي بهم المطاف؟ استفسارات لم يجدوا لها جوابا كافيا من قبل المسؤولين من وزارة التعليم. وما زالوا يرددون كلمة واحدة "نريد حلا".