تجددت إشكالات مدرسة حاتم الطائي المنبوذة من إدارة تعليم حائل التي تصر على نفي "الطائي" مع أن وزارة التربية تحتفي بالاسم في مناطقها الأخرى. وأصدرت إدارة تعليم حائل أمس بيانا صحفيا تنقض فيه كل ما سبق من تصريحاتها لتعلن أن تسلل "الطائي" للمدرسة كان بسبب خطأ موظف مع أن مديرها حمد العمران حمّل المقاول أول من أمس مسؤولية الخطأ حسب قوله. وتجاهل العمران الكثير من الحقائق التي تؤكد وجود مدرسة تحمل هذا الاسم منها قرار اعتمده قبل أيام بتكليف 75 معلما بالعمل أمناء مصادر تعلم، من بينهم معلم في مدرسة "حاتم الطائي الابتدائية" كما جاء في التعميم.
وحصلت "الوطن" على نسخة من خطاب وجهه إليه مدير المدرسة في 23 -10-1431، يطالب فيه بإعادة "الطائي" لاسم المدرسة، رغم تأكيد العمران لـ"الوطن" أول من أمس أنه منذ تأسيس المدرسة وحتى يومنا لم يأت من يطالب بتغيير اسم المدرسة إلى حاتم الطائي، لا من الأهالي ولا من الزملاء، مشيرا إلى أن الاسم سيبقى على ما هـو علـيه.
وقال العمران في البـيان "لا يوجد أي أساس رسمـي لاسم مدرسة حاتم الطائـي لدينا، فجميع المكاتبات وختم المدرسة تحت اسم مدرسة حاتم الابتـدائية".
تناقضات مدير تعليم حائل تعيد "حاتم الطائي" إلى المشهد الصحفي
أنكر وجود مدرسة تحمل "الاسم" ثم أصدر قرارا بتكليف معلم بالعمل في "حاتم الطائي الابتدائية"
مرة ثالثة أو رابعة وربما لن تكون الخامسة أو العاشرة، يعود اسم "حاتم الطائي" ليتصدر المشهد الصحفي بعدما تجاهل مدير تعليم حائل حمد العمران الكثير من الحقائق التي تؤكد وجود مدرسة تحمل هذا الاسم، ومنها قرار اعتمده قبل 6 أيام بتكليف 75 معلما بالعمل أمناء مصادر تعلم من بينهم معلم في مدرسة حاتم الطائي.
وسمى قرار العمران المدرسة التي ينتسب لها المعلم بـ"حاتم الطائي الابتدائية"، فيما أصر في بيان صحفي أصدرته إدارته أمس على تجاهل خطاب وجهه إليه مدير المدرسة في 23 /10 /1431، يطالب فيه بإعادة "الطائي" لاسم المدرسة، رغم تأكيد العمران لـ"الوطن" أول من أمس أنه منذ تأسيس المدرسة وحتى يومنا لم يأت من يطالب بتغيير اسم المدرسة إلى حاتم الطائي، لا من الأهالي ولا من الزملاء، مشيرا إلى أن الاسم سيبقى على ما هو عليه.
وقال العمران في البيان "لا يوجد أي أساس رسمي لاسم مدرسة حاتم الطائي لدينا، فجميع المكاتبات وختم المدرسة تحت اسم مدرسة حاتم الابتدائية" متجاهلا الختم الذي أشار إليه مدير المدرسة في خطابه ونشرته "الوطن" إضافة إلى قراره بتفريغ 75 معلما منهم معلم في مدرسة "حاتم الطائي".
من المقاول إلى الموظف
وتراجع العمران في البيان بعد أن حمل مسؤولية الخطأ للمقاول أول من أمس، ليحمله لموظف في إدارته حيث قال "ورود اسم المدرسة تحت مسمى مدرسة حاتم الطائي الابتدائية على ختم المدرسة أو اللوحة الخارجية للمدرسة أو شهادة تكريم للمدرسة لا يغير ما ورد في المخاطبات بشأن تسمية المدرسة، ولا يعدو كونه خطأ من موظف، وتم تداركه وتعديله في حينه في السنوات السابقة".
"الوطن" حصلت على الخطاب الموجه من مدير مدرسة "حاتم الطائي الابتدائية" إلى مدير عام التربية والتعليم بحائل حمد العمران، وجاء فيه "أرجو التكرم بإعادة اسم المدرسة من حاتم إلى حاتم الطائي الابتدائية حسب الاسم السابق". وأشار مدير المدرسة في خطابه إلى أنه "يوجد 2 ختم باسم مدرسة حاتم الطائي الابتدائية، كما توجد في الوزارة أكثر من 25 مدرسة بهذا الاسم، وفي مختلف المراحل الدراسية".
واتضح من التوقيعات الموجودة على الخطاب أن مدير تعليم حائل لم يطلع عليه، وأحاله مدير مكتبه حمد الطيار الذي أسندت إليه مهمة الاطلاع على الخطابات غير الهامة وتحويلها وفق ما يراه إلى المساعد للشؤون المدرسية السابق محمد البقوص، الذي أحاله بدوره إلى التخطيط المدرسي دون علم مدير التعليم العمران.
طلبات تعديل المسمى
وذكر مدير تعليم حائل، أن محرر "الوطن" الذي تناول القضية "لم يكلف نفسه بالرجوع إلى مصدر المعلومة الصحيحة والموثقة للتأكد والتثبت قبل نشر معلومات قد تلحق الأذى بصورتنا كمنصفين غير جاحدين لمآثر عظماء التاريخ" على الرغم من أن "الوطن" أخذت رأيه في 3 أخبار نشرتها عن القضية آخرها في العدد الصادر أمس، أكد من خلالها أنه لا يعلم، ولم يخاطبه أحد من مسؤولي المدرسة لتعديل المسمى.
ثم عاد ليؤكد أن مسؤولية الخطأ في مسمى المدرسة يتحملها المقاول الذي أخطأ حين كانت المدرسة في مبنى مستأجر وكتب "مدرسة حاتم الطائي الابتدائية"، مشيرا إلى أن اسم المدرسة هو "حاتم الابتدائية" وأنه سيظل كما هو، مخالفا العرف المتبع في تسمية المدارس كون اسم المدرسة نكرة ومفرد عكس بقية أسماء المدارس التي تحمل أسماء مركبة.
الغريب في الأمر، أن العمران قال في تصريحه لـ"الوطن" أول من أمس إنه لا شيء يمنع من تسمية المدرسة باسم "حاتم الطائي" كريم العرب، وأحد رموز المنطقة، مستشهداً بقصة ابنته سفانه مع الرسول صلى الله عليه وسلم.
أما الأغرب فهو استغراب العمران من تصاريح بعض المديرين السابقين لـ "الوطن" وتأكيدهم على أن المدرسة تحمل اسم "حاتم الطائي" معتبراً ذلك مخالفا للحقيقة.
يذكر أن مدير التعليم السابق في منطقة حائل الدكتور محمد العاصم أكد في تصريح إلى "الوطن" في عددها الصادر الجمعة الماضي أن الاسم الرسمي والمعتمد لدى الوزارة هو "مدرسة حاتم الطائي"، فيما أكد مدير التعليم الأسبق الدكتور رشيد العمرو توجيه استفسار له من قبل الوزير الأسبق الدكتور محمد الرشيد بعد ورود فاكس له من قبل أحد المتشددين، يطالبه فيه بتغيير اسم المدرسة نظرا لكون حاتم الطائي جاهلياً كافراً. وأشار إلى أنه أوضح للوزير أهمية حاتم الطائي في منطقة حائل مما أدى إلى صرف النظر من قبل الوزير عن الموضوع.
هكذا تكون الشفافية
وفي بيان تجاوز عدد كلماته 490 كلمة، أشاد العمران بكريم العرب حاتم الطائي، ولكنه لم يشر لا من قريب أو بعيد إلى خطاب مدير المدرسة، الذي لم يمر عليه أقل من ثلاثة أشهر، بشأن تعديل مسمى المدرسة، نافيا في الوقت نفسه وجود مطالبات بتعديل المسمى.
وفيما يلي نص البيان رغم تحفظنا على ماجاء به من تناقضات:
لقد تابعنا الجدلية التي أثارتها بعض الصحف المحلية حول تسمية إحدى المدارس التابعة للإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة حائل باسم حاتم الطائي. إذ مضت تلك الأقاويل إلى أمد جافى الصواب شكلاً ومحتوى.
ولكي نضع الأمر في سياق الحقيقة المجردة فقد جرى الاستيضاح من الجهة المختصة بالإدارة عما أشير إليه من تكهنات أثرت سلبا على الصورة الجلية لموقف المواطن السعودي من رموز وصناع التاريخ.. في طرح لم يستند جله للمعلومة الموثقة التي يقبلها منطق العقلاء أو اجتهاد الحصفاء.
وهو الأمر الذي قد يعكس صورة مغايرة لموقفنا الواضح والمنصف كمواطنين سعوديين في بلد الحرمين الشريفين من شخصية تاريخية هامة تمثل رمزاً إنسانياً عربياً أصيلا بكل المقاييس.. ذاع صيت مناقبها في أصقاع المعمورة منذ الأزمل وحتى يومنا هذا.
من هنا فإننا ننظر بعين الشفافية والموضوعية بما تمليها علينا سلامة موقفنا.. المصان بقيمنا الإسلامية المنصفة.. تقديرا لنبلاء التاريخ وعظمائه وشركاء الإنسانية.. فكيف إن كان ذلك الرمز الكريم حاتم الطائي!؟ الذي شهد بكريم سجاياه وتقبل صفاته الإنسانية رسول الرحمة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - في موقف تجلى في أنصع صورة إبان قصة أسر ابنة حاتم الطائي سفانة..
هذا هو ديدن نبينا الأمين الكريم الذي بعث متمما لمكارم أخلاق البشرية جمعاء.. هو منهج تدرسه مناهج التعليم في المملكة في صدر كتب السير ومناهجها الدراسية.
أعود فأقول إن ما أثير في الفترة الأخيرة عن قصة استبدال مسمى إحدى مدارس مدينة حائل من مدرسة "حاتم الطائي" إلى مدرسة "حاتم" ليس له أي أساس من الصحة.. وأذكر في هذا المقام أن من طرق هذا الموضوع على الشاكلة التي طالعتنا في بعض الصحف المحلية.. قد جانب جادة الصواب.. إذ لم يكلف نفسه بالرجوع إلى مصدر المعلومة الصحيحة والموثقة للتأكد والتثبت قبل نشر معلومات قد تلحق الأذى بصورتنا كمنصفين غير جاحدين لمآثر عظماء التاريخ.
ولوضع الأمور في النصاب الصحيح فإنني أورد النقاط التالية:
1- رفع من إدارة تعليم حائل لوكيل الوزارة للشؤون المدرسية خطاباً برقم 3195 / 11 وتاريخ 11 / 6 / 1417 بشأن تسمية المدارس الست عشرة المحدثة في المنطقة، بناء على خطاب وكيل الوزارة للشؤون المدرسية رقم 851 / 7 وتاريخ 23 / 3 / 1417، وكان من بين المدارس المقترح تسميتها في خطاب تعليم حائل المذكور مدرسة محدثة تقع في حي أجاء وتم اقتراح اسم حاتم الابتدائية للمدرسة نصاً وليس كما ادعي (حاتم الطائي).
2- وبالفعل ورد خطاب وكيل الوزارة للشؤون المدرسية رقم 32 / 4 / 16 / 1941 وتاريخ 23 / 6 / 1417 بشأن الموافقة على تسمية المدارس المقترح تسميتها بخطاب مدير تعليم حائل رقم 3195 / 11 وتاريخ 11 / 6 / 1417 وكان من بينها مدرسة حاتم الابتدائية في حي أجاء.
3- لا يوجد أي أساس رسمي لاسم مدرسة حاتم الطائي لدينا فجميع المكاتبات وختم المدرسة تحت اسم مدرسة حاتم الابتدائية.
4- أما ورود اسم المدرسة تحت مسمى مدرسة حاتم الطائي الابتدائية على ختم المدرسة أو اللوحة الخارجية للمدرسة أو شهادة تكريم المدرسة فلا يغير ما ورد في المخاطبات بشأن تسمية المدرسة ولا يعدو كونه خطأ من موظف وتم تداركه وتعديله في حينه في السنوات السابقة.
هذا ما أردنا إيضاحه آملين أن نكون قد وفقنا في تقديم الصورة الجلية للقارئ الكريم.