عادت الحكومة الإسرائيلية للتلويح بعملية عسكرية جديدة ضد قطاع غزة تسقط فيها حكم حركة(حماس) على القطاع بعد اشتباك مسلح سقط فيه ناشطان من الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وإعلان حالة تأهب في صفوف البحرية الإسرائيلية خشية تحول قافلة بحرية تنطلق من ميناء اللاذقية السوري إلى بحر غزة بعد أن جرت ترتيبات لانتقالها إلى العريش.
وأعلنت مصادر إسرائيلية رسمية أن ترتيبات تجري لعقد لقاء بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس المصري حسني مبارك في منتجع شرم الشيخ المصري بعد 10 أيام "لبحث تطورات عملية السلام وتهديدات حماس بتصعيد الأوضاع في المنطقة، بالإضافة إلى الملف النووي الإيراني"، منوهة إلى أن "مصر وافقت على عقد الاجتماع الأسبوع الجاري إلا أن نتنياهو طلب تأجيله بسبب المداولات الجارية في الكنيست حول مشروع قانون ميزانية الدولة". وقالت "سيزور مستشار الأمن القومي عوزي أراد مصر يوم الثلاثاء(غدا) تمهيدا لزيارة نتنياهو وسيجتمع برئيس المخابرات المصرية عمر سليمان في إطار المحادثات المنتظمة الجارية بينهما".
وكانت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، قالت إن "مصعب عيسى أبو روك (20 عاما)، ومحمود يوسف النجار (21 عاما) من سكان بلدة خزاعة، استشهدا إثر اشتباكات عنيفة دارت شرق بلدة خزاعة إلى الشرق من خانيونس مع قوة صهيونية خاصة تسللت لأراضي المواطنين، وقد كبد المجاهدون خسائر فادحة بالقوة المستهدفة، فيما أطلقت وحدات الإسناد6 قذائف (آر بي جي) وعددا من قذائف الهاون".
بدوره ادعى الجيش الإسرائيلي أنه اشتبك مع الفلسطينيين بعد أن حاولا زرع عبوة ناسفة على طريق يسلكه الجيش الإسرائيلي على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل.
وعلى إثر ذلك قال نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي من (حزب الليكود) سيلفان شالوم إنه لا يستبعد "أن تضطر إسرائيل إلى تنفيذ عملية عسكرية أخرى في قطاع غزة"، مضيفا "إن الوضع في محيط القطاع لا يمكن أن يستمر كما هو عليه الآن".
أما الوزير الإسرائيلي يوفال شتاينتس من حزب(الليكود) فقال"إن إسرائيل ستضطر عاجلا أم آجلا إلى البت في مسألة إسقاط حكم حماس في قطاع غزة".
وفيما قال وزير الاقتصاد الإسرائيلي من حزب(العمل) بنيامين بن اليعيزر" إن إسرائيل غير معنية بتصعيد الأوضاع في قطاع غزة "، أضاف" إن حماس ستدفع الثمن غاليا إذا استمرت في هذا النهج".
وأثارت هذه التطورات حفيظة نوعام شاليت، والد الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة جلعاد شاليت، والذي أشار إلى أن عائلته قلقة ومنزعجة من أي تطور أمني في قطاع غزة، رافضا تصريحات نتنياهو التي قال فيها إن حكومته تعمل من أجل إعادة جلعاد. وقال" إن هذه الأقوال هي رد فعل أوتوماتيكي ومثير للشفقة يصدر في كل مرة تتظاهر فيها العائلة أو تدلي بتصريح، وفي نفس الوقت يمر الوقت دون أي تغيير".
في غضون ذلك، أعلنت البحرية الإسرائيلية حالة التأهب تحسبا لاحتمال انطلاق قافلة السفن الاحتجاجية من ميناء اللاذقية السوري إلى ميناء العريش المصري، حيث تتهيأ الجهات الإسرائيلية المختصة لاحتمال أن تحاول القافلة كسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة وعدم الاكتفاء بالتوجه نحو العريش، وهي الوجهة الرسمية للرحلة البحرية من ميناء اللاذقية.