في اللحظة التي كنت أتصفح فيها أمس موقع وزارة الثقافة والإعلام على الإنترنت للبحث عن معلومة تخص الوزارة، وصلتني رسالة من جوال "الوطن" حول إطلاق الوزارة مبادرة دعم النشر الإلكتروني في المملكة والعالم العربي من خلال تبنيها تنظيم معرض للكتاب الإلكتروني ضمن أنشطة سوق عكاظ. فتبادر إلى ذهني تساؤل: بما أن الوزارة نشطة جدا في الاهتمام بالنشر الإلكتروني.. فلماذا بقي موقعها الإلكتروني ضعيفا وبطيئا في التحديث إلى حد أن المتصفح للموقع ما زال يقرأ خبرا على الصفحة الرئيسية عن معرض الرياض الدولي للكتاب الذي مضى على تنظيمه أكثر من ستة أشهر..!! . بل إن هناك إعلانا على شكل "فلاش" يشتمل على دعوة لحضور مسرحية أطفال نظمتها الوزارة قبل ستة أشهر كذلك..!!.
أما المعلومات التي يبحث عنها أي قارئ للموقع سواء تلك التي تتعلق بالوزارة نفسها ووكالاتها المختلفة، أو المعلومات التي تتعلق بالمملكة بشكل عام بصفتها "وزارة إعلام" فإنها آخر اهتمامات الموقع..!!. والأغرب أن وكالة الوزارة للشؤون الثقافية فتحت موقعا مستقلا ليس له أي ذكر أو رابط على موقع الوزارة الأم وقد لا تجده إلا بــ"صدفة إلكترونية".
وفي الواقع العملي هذا النموذج لا يخص وزارة الثقافة والإعلام لوحدها بل هو ظاهرة عامة في معظم الجهات الحكومية، حتى تلك التي تتغنى دائما بمقولة "الحكومة الإلكترونية". ولعل المؤسسات التعليمية وفي مقدمتها الجامعات لا تبعد عن الظاهرة العامة كثيرا، ولكن وبعد الجدل الكبير الذي صاحب التصنيفات الدولية للجامعات السعودية، خلال الأعوام الأخيرة وما قيل عنها. أصبحت هذه التصنيفات المحفز الأكبر لاهتمام جميع الجامعات بمواقعها الإلكترونية وتغذيتها بشكل شبه يومي بالأبحاث والمستجدات، لأن التقييم والتصنيف الدولي ينطلق فعليا مما يقدمه الموقع الإلكتروني للجامعة من معلومات علمية وبحثية.
وأعتقد أننا بحاجة ماسة إلى مسابقة وطنية كبرى تحفز جميع الجهات الحكومية والخاصة على تحديث مواقعها الإلكترونية بشكل علمي صحيح، وتضخ فيها الحياة من خلال معلومات دقيقة ووافية عن أي قطاع، فحتى مشروع "يسر" للتعاملات الإلكترونية الذي تشرف عليه وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، لم يحقق حتى الآن الطموح منه في جانب تكامل الخدمات الإلكترونية ـ على الرغم من اجتهاد القائمين عليه ـ فما بالك بجانب المعلومات الذي ليس من مهامه الرئيسية في تقييم المواقع الحكومية.