بدأت برامج الشباب على قنوات الـ"يوتيوب" تزداد انتشارا في السعودية، وصار لها جمهورها الذي يتابعها لما تتميز به من متابعة للقضايا المحلية وهموم المواطنين. ولو نظرنا إلى تلك البرامج مثل "التاسعة إلا ربع" و"لا يكثر" ومسامير" و"على الطاير" وغيرها لوجدنا أشخاصا قد نضجت تجربتهم، ومواهب تحتاج إلى صقل، وإلى من يتبناها لتأخذ مكانها في وسائل الإعلام التقليدية.
ما يميز برامج الشباب على الـ"يوتيوب" أنها هادفة قدمت نجوماً جددا مثل محمد بازيد وفهد البتيري وعمر حسين وآخرين.. بالإضافة إلى مشاركة العنصر النسائي في الإعداد، بحيث صرنا نرى أعمالا من إعداد هبة البتيري ولمى صبري.. كل ذلك يؤكد على أن الشباب بإمكانات بسيطة قادمون بقوة للمنافسة عبر "إعلام جديد" يبذلون فيه جهدا كبيرا في الصورة والصوت والمونتاج والإخراج و"الجرافيك" والمؤثرات الصوتية للوصول إلى المتلقين.
لا أعرف أي البرامج أقدم، وإن كنت أعتقد أنه "التاسعة إلا ربع" الذي تظهر فيه بصمات التجربة الإعلامية للزميل "محمد بازيد" الذي كان يعدّ صفحة السينما في "الوطن، لكن الواضح أن البرامج تأثرت ببعضها وإن حاول كل منها أن يجد لنفسه خطا مختلفا، عبر زيادة جرعة الانتقادات، وإيجاد "تجاوزات" بطروحات يظن الشباب أنها ستكون جاذبة. من غير انتباه إلى ما قد يجره عليهم ذكر أسماء بعينها والتجريح بها أحيانا من تبعات مثل تورطهم في مساءلات قانونية هم في غنى عنها..
إلى ذلك، يبدو أن لأسلوب "طاش" الكوميدي تأثير على عدد من تلك البرامج أو بعض فقراتها إذ نرى محاولات كثيرة لـ"الإضحاك" في غير مكانها، ونرى افتعالا في عدد من الحركات.. لنكتشف في آخر المطاف أن "طاش" بات مقياسا للكوميديا والإضحاك لدى الشباب المتأثرين به. وهذا ما جعل الآراء تتضارب في التعليق على البرامج، فمنهم يعدها ناقدة هادفة، وهناك من يرى أنها مجرد أعمال كوميدية ليس أكثر، وآخرون يرفضونها انطلاقا من كونها – برأيهم- تسلية يمارسها الشباب من غير هدف.
بعيدا عن كل الآراء، برامج الـ"يوتيوب" تكاد تصبح ظاهرة جديرة بالدراسة والاهتمام بأفكارها وطاقاتها وطرق إنتاجها.