مرحباً بكم مجدداً.. في محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك فصول مخجلة.. أقلّها أنها تحولت لفرصة للباحثين عن الشهرة والمجد الوهمي والثراء والانتشار عبر أقصر الطرق وأسهلها مسلكاً.. هناك محامون كويتيون أيضاً.. أحدهم ضعيف في مادة القراءة.. عشرات المحامين.. الكل يصرخ ويتحدث.. لا أحد يسمع.. لا الحاضرين ولا القاضي ولا الإعلام.. حتى الرئيس السابق يبدو أنه يغط في نوم عميق داخل المحكمة!

أناس تخلط الأوراق.. هناك من يشهد بالزور.. وأناس يتحدثون في أمور ليس لها قضية بالمحاكمة الحالية.. هناك من يحاول اقتحام قاعة المحكمة.. خارج القاعة حواجز أمنية واشتباكات.. حوادث شغب ومصادمات وشعارات، و:"القصاص القصاص ضربوا أخواتنا بالرصاص"!

مواجهات ودماء تنزف.. لا تعرف الغاية من ورائها.. ولا نعرف من يحركها!

خلال الأيام الماضية، خرج علينا محامون من نوع آخر.. هم الفلكيون.. الذين ملؤوا الدنيا ضجيجاً.. وصاروا يحلفون في كل مكان أن رؤية الهلال كانت مستحيلة فكيف تتم رؤية "مستحيل الرؤية".. وأن الذين قالوا برؤيته إنما رأوا أحد الكواكب.. ربما رأوا عطارد.. لكنه حتما ليس القمر.. ضجيج في الصحف والفضائيات!

الحكاية باختصار: تقدم عدد من الشهود وأفادوا برؤيتهم للهلال.. وتمت مصادقة أقوالهم في المحكمة العامة.. وتم إعلان دخول العيد.. وأفطر الملايين من البشر.. واجتمعت قلوب الناس وتبادلوا التهاني.. فما المبرر للتلبيس على الناس ونشر البلبلة والشك بينهم؟!

فوضى لا تعرف غايتها.. ولا من يحركها..

من أراد أن يفطر فليفطر.. ومن لم يقتنع برؤية الهلال أو استحالة رؤيته فليصم الدهر كله لو أراد.. ومن كانت لديه وجهة نظر فليؤجل طرحها أو فليقدمها بصورة شخصية للمحكمة العامة.. الأمر اليوم يتعلق بسمعة ومكانة البلد في العالم الإسلامي.