"أبو جنية، هاجوس، "أبي هيلكس وإلا انتحرت"، عبارات ظلت تلطخ واجهة سور جدار مبنى النشاط الطلابي بإدارة التربية والتعليم بالدوادمي وطوله "150" مترا على الطريق العام حيث حوله هواة هوس الكتابة الهدامة وغير اللائقة، مرسماً لهم، غير أن إدارة التعليم قلبت منظر الجدار رأساً على عقب حينما قررت استثماره بلوحات فنية جميلة وتحف جمالية إبداعية بلمسات رائعة من معلمي الفنية وطلابهم من هواة الرسم، وشارك فيها 200 فرداً.
وأوضح مدير النشاط الطلابي بإدارة التربية والتعليم بمحافظة الدوادمي عبدالله العيفان في تصريح إلى "الوطن" أن الإدارة فكرت في كيفية استثمار هذا السور بشكل ايجابي بعدما مُلئ بالعبارات المسيئة، وتوصلت إلى جعله مرسماً حراً، على الرغم من تشكيك البعض في نجاح الفكرة، مشيراً إلى أنه جرى اختيار عدد من معلمي الفنية مع طلابهم ليقوموا برسم لوحات فنية رائعة، على أن تتكفل الإدارة بالدعم الكامل وتقوم بإجازة اللوحة المرسومة قبل إيداعها.
وأشار العيفان إلى أن الفكرة حازت تفاعلاً كبيراً من المواطنين والمارة بعد البدء في تنفيذها، مشيراً إلى أن منظر الجدار أصبح متنزهاً ومهرجانا ومزارا للأفراد والعوائل، فيما أبدى الجميع إعجابهم بهذه الفكرة التي غيرت ملامح الجدار الذي كان يرسم صورة شائهة في أذهان المارة، فيما باتت تتهافت على الإدارة طلبات المشاركة والاسهام سواء من الجهات الحكومية والمؤسسات الأهلية والموطنين والفنانين التشكيليين، بمنحهم مساحة للرسم على الجدار.
وأضاف العيفان أن الإدارة اضطرت أمام الإقبال الشديد إلى فتح المجال للراغبين وتم حجز السور كاملاً في وقت وجيز وشارك في العمل أكثر من 200 فرد مما دفع إلى تعميم التجربة والتوسع في المحافظة لتشمل الأسوار الواقعة على الطريق العام للجهات الحكومية والأسواق، ثم أصدرت الإدارة تعميماً للمدارس بتعليم المحافظة بإعداد مسابقة "أجمل سور مدرسي "ورصد جوائز قيمة، إضافة إلى إصدار كتيب لتوثيق هذا العمل باعتباره تجربة أولى ناجحة على مستوى منطقة الرياض.