أو قل إن شئت: (المحاربون القدماء)، ذلك عندما كنت في حديث أثري مع الكاتب الصحفي الصديق الأستاذ عبدالله آل الشيخ، مستشار سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان، حولَ كتابٍ ـ قد يصدر قريباً ـ يحمل نفس عنوان المقال، يحكي قصة جيل ورقة وقلم، مقارنة بجيلٍ إلكتروني، وكيف كان يسعى الصحفي للوصول إلى الخبر، بينما اليوم يأتيه الخبرُ سعيا.. بالأمس كان الصحفي يكتب الخبر للشعوب، واليوم الشعوب تكتب للصحفي الخبر.. أما الحديث عن كتابة المقال فموضوع فيه نظر.. كما عرجنا على تكريم (المحاربين) القدماء، وأين منهم المعنيون بشأن الصحافة اليوم!
بالمناسبة، سأقدم لكم مقطعاً واحداً من أحدث المقالات لواحدٍ من أقدم الصحفيين السعوديين، بعنوان "من يحسم أمر تأمين السكن.. والوظيفة؟!" يقول فيه: ".. الأمر يقتضي فهماً مسؤولاً للكيفية التي تسدّ هذه الاحتياجات.. ثم مراقبة عدم الجدية في كل أجهزة الدولة التي لديها تماس مع هذا الشأن، وتغيبها عن أي جهد منظور، ما كشف عن أن كفاءة هذه الإدارات دون المستوى الحقيقي لإظهار هذا المشروع لحيز الوجود".
أقول للكاتب يوسف الكويليت، وللصحفيين القدماء: إننا نعيش في عصرٍ يُمكّن الصحفي من الحديث دون اختباءٍ وراءَ الكلمات، إنه عصر ملكٍ عبقري جاء امتداداً لملوكٍ عباقرة سبقوا عصورهم، وهو نفسه عصر بعض الإداريين الذين تسبقهم عصورُهم، ولذلك إن لم تتطور الكفاءات فستبقى كثيرٌ من الخطط الطموحة لملوكنا العباقرة تتجاوز مستوى إدارة بعض القائمين على تنفيذها لعدم دخولهم في سباقٍ مع عصورهم، وإلا كيف نجح مسؤولون في اليابان، بل وفي الإمارات في تنفيذ مشاريع أوطانهم؟!
قال خالد الفيصل واصفاً الملك عبدالله: "لك خطة تنموية عبقرية تختصر الزمان لا يدركها إلا ذوو العقول الذكية.. فهناك شعوب تتخوف من قرارات قادتها ونحن هنا نتطلع شوقاً إلى قرارات قادتنا".