بعد 8 أشهر من حلول فصل "الربيع العربي".. وبعدما أزاحت الثورات العربية أنظمة بقيت جاثمة على "صدور الشعوب" ما بين 25 عاماً إلى 42 عاماً يئست خلالها الشعوب من التفكير في رحيلها.. فعزفت حتى عن الأحلام إلى أن "قُضى أمر الله" فكان الحُكام بين "حبيسٍ وطريدٍ وهاربٍ"! بعد ذلك.. آن لـ "الربيع العربي" أن يغير حال الإعلام، ويزيح عنا برامج العويل والصياح على "تخلف العرب" التي لم تر شيئاً جميلاً فينا! مضت 8 أشهر دون أن نسمع أسئلة "فيصل القاسم" المستفزة التي تجلب الصداع، ودون أن نرى حواراته التي يبحث من خلالها عن المشاحنات والمشاجرات، وينتقي تلك المشاجرات لتكون في حلقة تجمع أفضل الحوارات نهاية كل عام! مضت 8 أشهر دون أن نرى "غسان بن جدو" ولم يتغير شيء، ولم يفتقد مشاهدو "الجزيرة" ذاك المذيع المقاوم مع حزب الله، مهما كانت أهداف الحزب ومهما تحولت بوصلته باتجاه المصالح، غادر ابن جدو "الجزيرة" غاضباً بسبب تغطيتها لثورة الشعب السوري، ولم يخبرنا لماذا لم يغضب على تغطيتها لثورة الشعبين التونسي والمصري!
مضت 8 أشهر ولم يشاهد العرب "هيكل" يتحدث عن التاريخ لينبش ماضيا كئيبا، لأن الشعوب العربية مشغولة برسم ملامح المستقبل البعيدة عن ماضي "هيكل"! بالأمس.. أزاحت الثورات العربية خارطة برامج القنوات الإخبارية، فعلقت بعض القنوات برامج عديدة لتغطية الثورات، واليوم.. حانت الفرصة للقنوات لتراجع حساباتها وتعيد ترتيب برامجها بما يتوافق مع المرحلة ورغبات الشعوب العربية التي تغيرت كثيراً خلال الأشهر الـ 8 الماضية.