شرح لي عامل "بنشر" طريقة كشفه "تنسيم" إطار السيارة، عبر وضعه في "طشت" مملوء بالماء. وعند سؤاله عن نجاح هذا الأسلوب مع "تنسيم" العقل البشري أكد صعوبة ذلك، لأنه لا يمكن معرفته إلا بمتابعة آراء "المنسّم" ومواقفه. لذا قمت بحصر "المنسّمين" العرب، وخرجت بأكبر ثلاثة "منسّمين"! يأتي على رأس أولئك "المنسّمين" الزعيم الليبي (المنحاش) معمر القذافي، كونه عميد "المنسّمين" العرب، وملك "منسّمي" أفريقيا، وإمام "المنسّمين". وكونه خاطب العالم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لأكثر من ساعة ونصف متواصلة، فهو بالتالي "منسّم" عالمي! والقذافي صاحب نظريات في "التنسيم" آخرها نظريتا "زنقة" و"طز". ولتوثيق "تنسيمه" للأجيال "المنسّمة" القادمة؛ عمد لحفظه في كتاب "التنسيم" الأول والمعروف بـ"الكتاب الأخضر"!
في المرتبة الثانية تأتي الناشطة الكويتية والمرشحة السابقة لانتخابات مجلس الأمة سلوى المطيري. والتي طالبت بإصدار قانون يتيح للكويتيات شراء أزواج "حلوين" من دول إسلامية، وبمواصفات خاصة (مزايين بشرية بالعربي) لحل مشكلة العنوسة وتحسين النسل، مؤكدة بأنها أول من سينفذه عند إقرار القانون. كما دعت هذه "المنسّمة" لإعادة زمن الجواري، وطالبت حكومة بلادها بسرعة إنجاز قانون لتنظيم استقدام الجواري وامتلاكهن تحت مسمى "صديقات المنزل"! وهذه "المنسّمة" هي صاحبة مشروع "سيجارة السعادة" ذات الرائحة العطرة، والتي تشعر صاحبها بالمرح والتفاؤل. كما أعلنت مؤخرا عن اختراعها "ويسكي إسلامي" مكون من خلطة أعشاب طبيعية، يمنح شاربه الشعور بالبهجة والطاقة!
أما "المنسّم" الثالث فهو بعض المسؤولين التنفيذيين السعوديين، وميزة هذا "المنسّم" تعدد مجالات "التنسيم" عنده. ففي الحوار قد يفاجئك بأي لحظة بجملة نابية كبديل عن طلب وقف الحوار معه. وعند سؤال آخر عن دوره كمسؤول في وقف ارتفاع الأسعار، يضع للمستهلك خارطة طريق "منسّمة" تتمثل بتغيير العادات الغذائية، وعدم شراء الصنف الجيد من الأطعمة!