يستقبل المسيحيون في العراق هذه الأيام بحسرة وألم أعياد الميلاد والعام الجديد بعد أن قرروا إلغاء احتفالاتهم الاجتماعية والاقتصار على المراسم الدينية وسط مخاوف من تكرار مأساة كنيسة سيدة النجاة التي حصدت نحو 60 قتيلا وأكثر من 70 جريحا في 31 أكتوبر الماضي بعد اقتحامها من قبل عناصر دولة العراق الإسلامية إحدى أذرع تنظيم القاعدة. وأعلنت القيادات الدينية المسيحية في العراق إلغاء جميع مظاهر الاحتفالات التقليدية والاقتصار على إقامة الطقوس الدينية كإجراء احترازي لمنع وقوع أعمال عنف قد تطال المسيحيين.
وقال رئيس الوقف المسيحي عبدالله النوفلي "لا مجال للأفراح في قلوب المسيحيين في العراق .. القلوب حزينة". وأضاف "إن تهديدات الجماعات المسلحة المتكررة تدخل الهلع والخوف في الأوساط المسيحية". وذكر "نحن نستغرب استمرار التهديدات ضد المسيحيين في العراق فنحن لم نحمل السلاح ضد أحد ورسالتنا دائما رسالة سلام ولا توجد لدينا مشاكل ونحظى باحترام وتقدير من قبل الشعب العراقي".
واتخذت الحكومة العراقية إجراءات أمنية مشددة في محيط الكنائس والأديرة في بغداد حيث تشاهد سيارات عسكرية للجيش والشرطة إضافة إلى عناصر مسلحة تحيط بالكنائس مع قرب انطلاق احتفالات أعياد الميلاد. وقال رئيس الوقف المسيحي "العراق عائلتنا ومن الصعوبة التفكير بالابتعاد عنه لكن في نفس الوقت لا نستطيع منع أية عائلة مسيحية من الخروج بحثا عن ملاذات آمنة وإن كل مسيحي مسؤول عن قراره فالبقاء في العراق لا يضمن لهم الحياة وطريق الهجرة ليس مفروشا بالورود".
وأضاف: "المسيحيون لا يحبون العيش في أماكن فيها توتر ودائما يبحثون عن المناطق الآمنة المستقرة وبالتالي فإن الحديث عن تأمين مكان آمن للمسيحيين في العراق سيجعلهم أكثر استقرارا في العراق من دون التفكير بالهجرة إلى خارج البلاد".
وتعتزم منظمة عراقية إقامة احتفالية في موقع كنيسة سيدة النجاة صباح يوم 31 من الشهر الجاري لاستذكار ضحايا الكنسية.