لم يعايش الهلاليون صبرا كصبرهم على خالد عزيز بعد أن استنزفوا كل الجهود الإدارية والفنية كي يعود كما كان عنصرا فعالا ومشاركا بكل إيجابية مع التطلعات الهلالية إلا أن نفاد الصبر الهلالي كان تاريخيا بعد أن عاش مواقف مشابهة لحالة (عزيز) في العقود الماضية إلا أن جهودهم كانت تثمر لحالة النضج التي مر بها أولئك اللاعبون المتمردون إبان مراهقتهم الكروية وودعوا حينها الملاعب الكروية بذكرى حسنة بل كرموا بأحسن تكريم ودعيت لهم اعتى الفرق العالمية.
وبكل حيادية فإن حال عزيز مختلفة ومعقدة ولا يمكن تقويمها بأي حال من الأحوال بعد أن بلغ السيل الزبى حتى وإن غير البيئة الكروية بعد انتقاله لنادي الشباب، رغم أن تغيير بيئة العمل مهم في تجديد النشاط وفي التغلب على المعوقات، وأيضا تغيير الوجوه التي اعتاد عزيز أن يراها أو بالابتعاد عن بعضها وهي من ارتبطت بمواقف سلبية لديه.
الهلال ربح كثيرا بالسماح له بالانتقال لنادي الشباب بعد أن أودع في خزانته ميلوني ريال قبل أن يدخل فترة الستة الأشهر المقبلة والتي تتيح له حرية الانتقال دون أن تكون هناك عوائد مالية للهلال، ربما يحمل المستقبل صورة مختلفة لعزيز مع الشباب أكثر نضارة من تلك الصـور التي أظهرها في ناديه السابق في المواسم الثلاثة الأخيرة إلا أن الواقع الحالي للاعب ينبئ بأنه سيعود لحاله الذي كـان عليه في الهلال (أبو طبيع ما يجوز عن طبعه)، وحينها ستدخل الإدارة الشبابية في اختبار حقيقي في كيفية التعاطي مع ملف (عزيز) سيما وأن ملف أبناء (عطيف) مع البلطان لم يجف حـبره!!
أمام الإدارة الشبابية مسؤولية كبيرة في إثبات حضورها في كيفية احتواء اللاعبين من خلال المواقف المستقبلية التي سيظهرها خالد عزيز وحين تنجح في ذلك فستكون هي الأفضل والأميز بين إدارات الأندية السعودية وسيكون خالد البلطان من أفضل رؤساء الأندية السعودية على مر التاريخ، فالصبر الشبابي على مثل عقليات خالد عزيز لن يكون بمثل حلم وصبر الهلال في كل الأحوال، والأيام حبلى بكشف قوة الصبريين والذي أخشاه أن تكون (مشاكسات) اللاعب المستقبلية أعظم من قياسات ريختر في قياس الزلزال الشبابي.