خسر منتخبنا الأول أمام ضيفه الأسترالي بنتيجة كبيرة في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2014 بالبرازيل، وهزّ الأخضر بهذه الخسارة غير المتوقعة، أركان الشارع الرياضي بأكمله بعد أن طمست طموحات كانت تنتظر فوزا ساحقا لنجومنا في هذا اللقاء يعيدون به جزءا من الهيبة المفقودة، ويؤكدون أنهم في الطريق الصحيح بعد التعادل خارج الأرض مع منتخب عمان.

ورغم قساوة الخسارة ومرارتها، إلا أنه تبدو طبيعية جداً، وذلك لعدد من الأسباب يأتي في مقدمتها (عامل السن) الواضح على بعض لاعبي المنتخب، من بينهم (المخضرم) حمد المنتشري و(المستهلك) سعود كريري و(الصبور) حسن العتيبي الذي بقي احتياطياً للدعيع سنينا عدة مما أثر عليه وعلى أدائه مع مرور الوقت والأيام، إضافة إلى الإرهاق الذي يعانيه اللاعب السعودي بصفة عامة، خصوصاً إذا عرفنا أن أغلب المجموعة المتواجدة حالياً في المنتخب، دار عليها الحول، أي مر عليها عام كامل وهي تمارس اللعب المتواصل، إما مع فرقها أو مع المنتخب دون توقف، وهذا يقودنا بكل صراحة إلى التعليق ولو بالإشارة، على الأخطاء الفادحة التي ظلت تقع فيها لجنة المسابقات وبشكل دوري سنوي.

على من يوجهون أصابع الاتهام إلى المدرب الهولندي فرانك ريكارد ويحملونه الخسارة بكاملها، ويطالبونه بإعادة النظر في أسلوبه بعد أن بدؤوا في نصب المشانق له، أن يبتعدوا عن تصيُد الأخطاء لتبرير مواقف سبقت الإعلان عن الأسماء التي يجب أن تمثل الأخضر، ويجب عليهم دعم المنتخب بالآراء السديدة البعيدة عن الأهواء والميول، وأن لا يكون ميزانهم ظالماً من خلال تقييم أداء المدرب في مباراة أو اثنتين بهدف التنفيس عن نوايا مبيتة.

علينا أن نوحد الصفوف والأقلام من أجل إعادة الأخضر إلى وضعه الطبيعي بين قرنائه في القارة الآسيوية وأن نبتعد عن الطعن في ذمم الآخرين من أجل الانتصار لـ(س) من اللاعبين الذين لم يتم اختيارهم أصلاً للتشكيلة، أو من أجل (ص) من اللاعبين لمجرد وضعهم من قبل المدرب على دكة البدلاء.

فاستمرارنا على هذا الشكل والمنطق الضيق والأسلوب، لن يتقدم الأخضر خطوة واحدة، بل سيبقى وتبقى كرتنا حبيسة دائرة ضيقة لا تخرج عن الانتماء لألوان أنديتنا المفضلة، وبالتالي سنخسر مدرباً رائعاً وربما أيضاً الظهور في المونديال للمرة الثانية على التوالي.