في أجواء تخيم عليها تداعيات التفجيرين الإرهابيين اللذين تعرضت لهما ستوكهولم السبت الماضي، تعقد الرابطة الإسلامية في السويد اليوم مؤتمرها السنوي الثلاثين، بحضور واسع لمشاركين وضيوف من السويد وشتى أرجاء العالم. ويتناول المؤتمر في العادة حياة المسلمين في الغرب والسويد بشكل خاص.

عضو مجلس الرابطة محمود الخلفي قال لـ "الوطن": إن مؤتمر هذا العام ينعقد تحت شعار "الدين المعاملة"، مبررا هذا العنوان بأن الدين ليس مجرد قيم ومبادئ، وإنما لا بد أن تتجسد هذه المعاني والقيم في سلوك الناس. في السلوك اليومي للمسلمين فيما بينهم أو مع غيرهم في المجتمع الذي يعيشون فيه.

وحول انعكاسات العمل الانتحاري الذي شهدته ستوكهولم على المؤتمر قال الخلفي: إن ذلك الحادث يشكل تحديا لنا نحن المسلمين في السويد، ويتوجب علينا أن نظهر بحق أننا ضد مثل هذه الأعمال التي أدنّاها أفرادا ومؤسسات، ويتحتم علينا أن نتحمل مسؤوليتنا كاملة في تربية النشء لخدمة المجتمع، وأن هناك خطوات كبيرة جدا في هذا الاتجاه.

وعند سؤاله "هل هناك تقصير في عمل المؤسسات الإسلامية لتحصين شباب المسلمين من التورط في نشاطات ضارة بها وبالمجتمعات التي تنتمي إليها وتعيش فيها؟ رد الخلفي: الكمال لله بالطبع، ونحن نطمح دائما نحو الأحسن، ولكن يجب الانتباه إلى أننا جزء من المجتمع، وما يحدث فيه من تجاوزات وعنف، يصدر من بين المسلمين وغيرهم. العنف والإرهاب ليس لهما لون أو جنسية أو دين. ونحن نضع يدنا في يد مؤسسات المجتمع المدني والمسؤولين على جميع المستويات، لأن هذا الأمر من مسؤولية المجتمع ونحن جزء منه ونتحمل قسطنا من المسؤولية ونتعاون مع الجميع لرعاية الشباب للنأي به عن الأفكار المتطرفة.

الخلفي أشار إلى أن بعض المتطرفين من مدعي العلم والإمامة يعتبرون أنفسهم عابري سبيل في المجتمعات الغربية، ويعاملونها على أنها دار حرب، مؤكداً أن هذا فهم خاطئ، لأن الظروف قد تغيرت وأصبح المسلمون جزءاً من المجتمعات الغربية التي يعيشون فيها.

وأكد الخلفي أن منظمي المؤتمر لم يواجهوا أية عوائق رسمية أو إدارية وأمنية في توجيه الدعوات إلى ضيوف المؤتمر من الدول الإسلامية وأن هناك عائقاً وحيداً يتمثل بالأحوال الجوية التي قد تعيق وصول بعض الضيوف للسويد.