يختتم مهرجان العجيلي السادس للرواية العربية المنعقد في الرقة (شمال شرق سورية) تحت شعار "المحظورات في الكتابة الروائية العربية" فعالياته مساء اليوم. بعد أن خاض نخبة من الروائيين والنقاد العرب نقاشات حول علاقة الرواية بالمحظورات الثقافية والاجتماعية، كونها واحدة من تجليات العلاقة بين الجمالي والمعرفي. وطرحوا أسئلة تمحورت حول عمومية المحظورات الثلاثية المتعلقة بالديني، والاجتماعي، والسياسي، ونسبيّتها، إذ تفترض الحركة التطورية لمسيرة البشرية التقدم نحو آفاق الحرية، لكن الملاحظ أن الكتابة الإبداعية في الوطن العربي، والروائية بخاصة، تعاني من تضييق آفاق الحريات بحسب المنسق الإعلامي للمهرجان حسن عبدالله الخلف.

وتوزعت الجلسات العلمية الثمان في المهرجان إلى أربعة محاور، هي المحظور اللغوي، والمحظورات الثابتة والمحظورات المتغيّرة في الكتابة الروائية العربيّة، وناقش المحور الثالث التقنيات الروائية في مقاربة المحظورات، بينما ناقش المحور الرابع اختراق المحظورات وسياقات النزوع إلى العالمية.

يذكر أن مديرية ثقافة الرقة أقامت المهرجان الأول عام 2005، وحمل عنوان "العجيلي أيقونة الرقة"، وذلك قبل وفاة العجيلي بأشهر قليلة، حيث أرسل، رحمه الله، رسالة للمشاركين، نقتطف منها "يقول لي بعض الأحبة: أليست إقامتك في الرقة حالة غريبة! ألم يكن المقام أطيب في كثير من الأماكن والمدن؟ والحق أقول: لقد اخترت هذا المقام عن سبق الإصرار والترصد، فأعطتني مدينتي مثلما أعطيتها، وصدق الشاعر حين قال:

لعمركَ ما ضاقتْ بلادٌ بأهلها/ ولكنّ أخلاقَ الرجالِ تضيقُ".