نفى الشاعر الأردني أمجد ناصر أن تكون نشأة جائزة البوكر للرواية العربية "لإرضاء الغرب أو لتبييض صفحة الدول الخليجية"، مستشهدا بأن معظم أعضاء لجنة التحكيم الحالية ينتمون إلى اليسار، أو من منتقدي السياسة الغربية، قائلاً "كيف نعمل على إرضاء الغرب ونحن من أكبر ناقدي سياساته خصوصا تلك المتعلقة بالعالم العربي؟".
ويشارك ناصر في عضوية لجنة التحكيم الخاصة بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية) لعام 2011 التي أعلنت في العاصمة القطرية في وقت سابق من الشهر الجاري وصول ست روايات للقائمة القصيرة للجائزة.
ويعلن في أبوظبي في 14 مارس 2011 اسم الفائز بجائزة البوكر من بين المرشحين الستة.
وقال ناصر بعد إعلان القائمة القصيرة "لا وجود لشيء اسمه أجندة، ولا وجود لاشتراطات معينة غير تلك التي لها علاقة بالروايات موضوع النقاش والتحكيم" نافيا أن تكون هناك اعتبارات لجنس الكاتب أو للتوزيع الجغرافي للمرشحين للجائزة أو الفائز بها.
وأضاف "الجائزة ليست فرعا من الجامعة العربية حتى تراعي التمثيل العربي العادل".
وشدد على أن لجنة التحكيم لم تقع "تحت إرهاب الجغرافيا ولا إرهاب الأسماء الكبيرة ولا إرهاب التابوهات الدينية والسياسية والاجتماعية. المعيار الوحيد الذي وقفنا أمامه هو جودة الرواية" بغض النظر عن اسم كاتبها وتاريخه وبلده وجنسه ودار النشر، مضيفا أن عمل اللجنة تم بصرامة لا تراعي إلا مدى تحقق الرواية على المستوى الفني.
على صعيد آخر، رفض ناصر فكرة أن الشاعر حين يكتب الرواية يهرب من الشعر، ذاهبا إلى أن الشعر بوسعه أن يتخلل أنواعا كتابية عدة من بينها الكتابة السردية الروائية أو القصصية، وأنه حين كتب الرواية كان يرغب في توسيع حدود إطار التعبير، "إذ يمكن تخيل العالم من دون رواية ولكن من الصعب تخيله من دون شعر، فالشعر أصل التلفظ الأدبي على ما أظن، في البدء كان الشعر. الرواية حصلت لاحقا" وإن كان شكل الشعر تغير وتغيرت صورته وإجراءاته اللغوية والكتابية منذ وجدت قصيدة النثر.
ويرى ناصر بعد نحو ثمانية دواوين شعرية أولها (مديح لمقهى آخر) 1979 أن العالم لا يمكن تخيله من دون شعر على عكس الرواية التي يمكن تخيل العالم من دونها وأن الشاعر حين يكتب الرواية يخلصها من "ركاكة" يتهم بها كثير من الروايات العربية. وقال ناصر الذي أصدر روايته الأولى (حيث لا تسقط الأمطار): إن الرواية وسعت حدودها وأصبحت أكبر من كونها وعاء حكائيا فقط ومالت إلى فعل الكتابة أكثر من ميلها السابق إلى الحكاية "وفي فعل الكتابة يمكن توقع الشعر والمعرفة والتواريخ الصغيرة والتأمل في مصائر الإنسان في زمن استفحال القوة والمال والتكنولوجيا والحروب. ولا أعتبر كتابتي للرواية هربا من الشعر أو إعلان هزيمة للشعر خصوصا وأنا من الذين كتبوا باكرا أدب الأمكنة أو ما يسمى أدب الرحلة" الذي يضم خصائص نثرية وسردية وشخوصا ليست بعيدة تماما عما هي عليه في الرواية.
ويرجح ناصر أن الشاعر "يسحب معه لغته إلى الرواية أو أي شكل كتابي يتصدى له. ليست هناك لغتان للكاتب، واحدة للشعر وأخرى للنثر، وهذا يعني أن لغة الشاعر في الرواية مشدودة ومكثفة أكثر. الاقتضاب سمة الشعر عموما فهو يعمل على ضغط العالم في حيز لغوي وتعبيري محدود. هذا يفيد الرواية التي تعاني عند كثير من الروائيين العرب من الترهل والثرثرة اللغوية إن لم يكن من الركاكة".