سيتمكن زائر معرض "الجانب الآخر" من قراءة وثائق ومراسلات على جانب كبير من السرية والخصوصية تتيحها وثائق خاصة ورسائل شخصية لـ 50 من مشاهير الأدب والتاريخ الهولنديين، وذلك في معرض ستقيمه دار المحفوظات الوطنية بالاشتراك مع المكتبة الملكية في 3 مارس المقبل بمدينة لاهاي ولمدة أسبوع.

تكشف الوثائق الجوانب الخفية التي لا يعرفها أحد عن حياة هؤلاء الذين كتبوا تاريخهم بأحرف من نور في عالم الشهرة الثقافية والعلمية، أو حتى بأحرف سوداء لشهرتهم في عالم الخيانة والجاسوسية، بجانب التعرف على معلومات تخصهم من مدونات ومفكرات شخصية. وعلى رأس هؤلاء ميشيل دي رويتر، واحد من أبطال البحرية الأكثر شهرة في التاريخ الهولندي إبان الحروب الثلاث الأولى البريطانية الهولندية في القرن السابع عشر، والذي لعب دورا هاما في عدة حروب ضد القرصنة في بحر البلطيق والبحر الأبيض المتوسط، كما كان له شهرة واسعة في صيد الحيتان. وماتا هاري (1876 ـ 1917) الجاسوسة الهولندية الحسناء والتي عملت كراقصة وغانية للقيام بالتجسس لصالح ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، وتم إعدامها بالرصاص في فرنسا بتهمة التجسس لحساب ألمانيا، والشاعرة الليبرالية هنرييت هولستن رولاند (1869 ـ 1952)، ومارجا كلوبي (1912 ـ 1986) وهـى أول وزيـرة هـولنـدية عـاـم 1956 وكـانت وزيرة للشـؤون الاجتماعية.

ومن أبرز الرسائل التي ستكون معروضة، رسالة من أليتا هنريتا ياكوب (أول طبيبة هولندية) أرسلتها عـام 1871 إلى وزيـر الداخليـة الهولنـدي في ذلك الحيـن ويـدعى "ثروبيك" تطلب منه السـماح لها بدخول الجامعة ودراسة الطب، فكانت أول فتاة هولندية تدرس الطب بالبلاد "وقد ولدت هنريتا عام 1854 وتوفيت عام 1929، وكان والدها طبيبا جراحا، فيما كانت دراسة الطب حتى تاريخ الرسالة قاصرا على الرجال فقط دون الفتيات، وأثمرت رسالتها للوزير موافقـته على طلبها. يذكر أن الوثائق والرسائل التي لا تقدر بثمن، وتتضمن جوانب تمس تاريخ هولندا بعمق ستعرض تحت حراسة أمنية وكاميرات للمراقبة.