أكد نائب الرئيس التنفيذي للمالية بالشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) مطلق بن حمد المريشد أن العام المقبل 2011 سوف يشهد نموا اقتصاديا كبيرا على المستوى العالمي، خصوصا في قطاع البتروكيماويات وأن ما حدث نهاية عام 2007 و2008 والربع الأول من عام 2009 لن يتكرر.

وقال المريشد خلال برنامج الديوانية لمجلس شباب الأعمال بغرفة الشرقية الذي أقيم مساء أول من أمس إن الكثير من الشركات خسرت جراء الأزمة الاقتصادية العالمية، وتعرضت بسبب ذلك لبعض المشاكل، لافتا إلى أن المصانع الخليجية تعرضت لبعض تلك المشاكل، وبعضها أغلقت مصانعها في الخارج، أو سرحت جزءا من عمالتها جراء تلك الأزمة.

وأوضح أنه رغم تلك المشاكل بدأت تتراجع وتنتهى مع نهاية عام 2008 ، إذ بدأت تتحسن عالميا مطلع العام الماضي ، مع وجود تفاوت في سرعات النمو، حيث شهدت كل من الهند والصين، و بعض دول أميركا الجنوبية مثل البرازيل، وكذلك روسيا، نموا سريعا بنسب تراوحت بين 8 ـ 10% ، فيما شهدت دول مثل دول أميركا الشمالية نموا بين (3 ـ 4%) بينما تباطأ النمو في أوروبا واليابان إلى ما ببن 1 ـ 2% باستثناء ألمانيا التي تعتمد أكثر على الصناعة في اقتصادها ، وربما كان هذا أكثر ما أفادنا في هذه الأزمة، حيث تباع معظم منتجاتنا في ألمانيا.

المريشد وأمام عدد كبير من شباب الأعمال الذين حضروا اللقاء الذي تم على شكل حوار أداره عضو مجلس شباب الأعمال عمر الجريفاني، بحضور مساعد أمين عام الغرفة للشؤون الاقتصادية عادل الصرامي أكد في بداية حديثه عن الأزمة الاقتصادية التي جرت 2008 أن الكثير من الناس لم يكن يتوقع أن هذا الأمر يحدث تلك الآثار الكبيرة، وبعد حدوث تلك الأزمة كان هناك من يتوقع حدوث نكسة اقتصادية عالمية، ولكن بدأ الاقتصاد العالمي في التعافي وهو يسير إلى الأفضل، و بارتفاع معقول، والخوف أن يحدث ارتفاع بدرجة قوية، حينها ينحدر بدرجة قوية فتكون النتائج سلبية للغاية.. منوها بأن كل التحليلات تشير إلى أن الصناعات البتروكيماوية خلال العام الجديد 2011 سوف تكون مثل النصف الثاني من عام 2010 ولن تكون مثل عام 2008، بالتالي فالمستقبل مشرق من هذه الناحية، ضاربا مثلا بمادة الإثيلين التي إذا أنشئ مشروع لإنتاجها لابد أن يكون كبيرا، وتعمل في إنشائه أربع سنوات على الأقل، ولا يتصور أن يتم إنشاء 5 مصانع إثيلين سنويا في العالم.. مشيرا إلى أن الإنتاج العالمي من الإثيلين يصل إلى 130 مليون طن سنويا، وكل التوقعات تشير إلى نمو في هذه الصناعات.

وذكر أن الصناعات البتروكيماية في منطقة الخليج تتمتع بعدة مقومات تجعلها أمام مستقبل أفضل منها الموقع الجغرافي، فمن الخليج العربي يمكن الوصول إلى الهند والصين، ومن البحر الأحمر يمكن الوصول إلى أفريقيا، وكلنا يعلم أن 30% من تكلفة المنتج النهائية تصرف على النقل، إضافة إلى وجود البترول والتقنية الحديثة.

وعن العلاقة بين شركة سابك والشركات والمؤسسات الصغيرة قال المريشد إن الشركات الكبيرة لم تعد متوجهة صوب المنتجات الصغيرة، التي لا بد أن تعتمد في إنتاجها على المؤسسات الصغيرة، بالتالي فإن قيام شركة كبيرة مثل سابك لا بد أن يجلب معه فرصا إضافية للشركات الصغيرة مثل الصناعات البلاستيكية، وصناعة المعدات، ومعدات الحماية ومضادات الحريق وغيرها.. وكذلك مجالات الخدمات. وتوجد دراسات عديدة لدى سابك يمكن أن تكون في متناول الشركات والمؤسسات الصغيرة، بالتالي فهناك فرص كبيرة للاستثمار، ومن ثم خلق فرص مهمة للشباب السعودي.

ودعا المريشد شباب الأعمال إلى استغلال الفرصة وعدم التوقف لمجرد صعوبة أو عثرة تواجههم في الطريق. وبالنسبة للتعامل مع شركة سابك فبعد تعبئة البيانات آليا عن طريق الإنترنت، تجب المتابعة والتعقيب، وعدم الاكتفاء بالموافقة، خاصة أن الشركة سوف تقوم بزيارة كل من يتقدم بمشروع تعاون تتم الموافقة عليه. وقال إن الشركة تسعى لتسهيل الإجراءات وترغب في المزيد من التعاون، فكل الخدمات باتت موجودة في الجبيل.

وأكد أن سابك تعطي أولوية للشركات السعودية، وأفضلية للمنتجات الوطنية، وتضع شروطا على الشركات الأجنبية التي تتعامل معها بنسب معينة من السعودة، كما أنها تسعى لدى البنوك إذا كانت هناك مشكلة تمويلية أمام الشركات المتعاملة مع سابك.. "كما أننا نعطي أولوية في المناقصات للمنتج المحلي، ولدينا نسبة سعودة تخطت الـ 80% ومجال التوظيف واستقطاب القوى العاملة الوطنية مفتوح، فالشركة أصبحت عالمية، ويمكن أن تتاح الفرصة في أي مكان في العالم، فلدينا مصانع في أكثر من 40 بلدا، ومكاتب في 80 بلدا، وهذا التوسع لصالح الجميع".