تبلغت أطراف لبنانية على صلة بالأزمة السياسية القائمة حول الخلاف على المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، أن المسعى السعودي السوري اقترب من تقديم تصور للحل. وقال مصدر مطلع إن مشاورات تجري محليا وعربيا لصياغة بنود الحل الذي هو عبارة عن بندين رئيسيين يحفظان حقوق الطرفين الأساسيين، أي تيار المستقبل وحزب الله.
وذكر مصدر في المعارضة أن ما يجري التداول به الآن هو "طبيعة وحجم التنازلات التي سيقدمها كل طرف لتمرير الورقة السعودية السورية"، ولكنه قال إنه وبرغم التفاؤل السائد لدى معظم الأطراف فإن المخاوف "ما تزال قائمة من قدرة الجهات الدولية وأدواتها المحلية على تعطيل المسار الإيجابي الذي يحكم المسعى السعودي السوري". وحول حقيقة المخاوف من إقدام حزب الله على القيام بانقلاب في حال لم يتم الوصول إلى الحل، ذكر المصدر "أن ذلك بعيد كل البعد عن ذهنية الحزب وحلفائه من جميع الاتجاهات وبالتالي فإن حزب الله والمعارضة عموما سيقوم بكل ما من شأنه حفظ وحدة البلد".
من جهته نفى "المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء أن يكون سعد الحريري قال أمام زواره إنه "من أجل مصلحة البلد قررت التخلي عن المحكمة الدولية، وسوف تراسل الحكومة اللبنانية الأمم المتحدة للعمل على سحب القضاة اللبنانيين وإلغاء بروتوكول العمل مع المحكمة الدولية". وأضاف المكتب أن الحريري يجدد التزامه بالمساعي الأخوية السعودية - السورية ويعتبرها نقطة الارتكاز الأساسية لجهود ترسيخ الاستقرار في لبنان وتعزيز الوحدة الوطنية.
وكان رئيس كتلة نواب حزب الله النائب محمد رعد قد ذكر في حديث أمس أن "أي حلّ يتطّلب بلا شك تنازلات معينة". وأضاف "نحن في حزب الله كطرف في المعارضة سنبحث مع حلفائنا التنازلات الممكن تقديمها إذا كان الحلّ مقنعاً، لكن بما يحفظ بقاء المقاومة وحمايتها"، مؤكداً أن "هذا سقف المفاوضات وهو خط أحمر لا يمكن تجاوزه، وعلى الطرف الآخر أن يسهم في تحرير لبنان من براثن المحكمة الدولية المسيّسة وشروطها".
أما عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب عقاب صقر فقد أعرب عن تفاؤله الكبير بالحل والانفراج، قائلاً "أنا متفائل جداً، ونحن ذاهبون نحو حل وانفراج". وأضاف "كل التهويل سقط، ونحن ذاهبون نحو تفاهم ومصالحة لبنانية تحافظ على الاستقرار ولا تمس بأمن المقاومة".
وفي توضيح للسفير السوري علي عبد الكريم علي بعد لقائه رئيس الوزراء السابق عمر كرامي قال إن "الكلّ ينتظر توافق الإخوة في لبنان، وأن الجهد الأساسي مسؤولية المعنيين في الشأن اللبناني، وأن سوريا والسعودية تسهمان بما تستطيعان من جهد، ولكن تظهير هذا الجهد والتعاون معه يقع على الأشقاء في لبنان". أما كرامي فقال إن المسعى السعودي السوري في تطور إيجابي.
من جهة ثانية ذكرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية أن "20 إرهابياً اتجهوا نحو دول أوروبية، بعد مغادرتهم مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان". ولم يتسن الحصول على تأكيدات لهذا الخبر لا من السلطات الأمنية اللبنانية أو من مسؤولي أمن المخيم.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ بعض هؤلاء المطلوبين للقضاء، مثل أحمد الدوخي، كانوا قد خططوا لعمليات ضد قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان، فيما خطط بعضهم الآخر لعمليات ضد الجيش اللبناني.