"يزول عجبك من بعض التصرفات السياسية.. حين ترى تقلبات أصحابها".. تتلفت في المحيط العربي.. فلا ترى إلا "تناقضات" لا يستحي منها قادة سياسيون أنهكوا وسائل الإعلام والشعوب العربية بترديد مفردات "الديمقراطية، والحرية، والتنمية"..! منذ سنوات والعالم يسمع أجمل الخطب من الرئيس السوري بشار الأسد بفصاحة يعجز عنها الكثير، إلا أنك حين تزور "سورية" لا ترى شيئا مما تسمعه من الرئيس.. فلا تنمية في المدن ولا شيء غير الخوف يخيم على أهل تلك المدن.. وفتش عن الديمقراطية بين دهاليز الخوف.. الخوف الذي بثه عناصر الأمن بين أفراد الشعب ويظهر جليا في الأعمال الدرامية السورية!

دامت الدكتاتورية فرسخت الخوف إلى أمس "فبراير" حتى كسرها أطفال بلهوٍ يكشف أحلامهم لمستقبل قريب.. فاستيقظ الموت وعبث بأرواح الشعب صغارا وكبارا لم يفرق بينهم سوى بمقاس حفرة القبر!

كانت سورية المصدر الأول للإرهاب الذي عبث بأرض العراق كما قال ساستها بمن فيهم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، إلا أن ذات المالكي هو الداعم الأول اليوم لنظام الأسد والمؤيد لأعماله بقمع المتظاهرين، والموافق لنظرية أن استقرار سورية هو استقرار العالم العربي، إلا أنه لم يدعُ نظام الأسد إلى وقف القتل لتستقر سورية ويستقر العالم العربي..! وبينما يردد النظام السوري بأن "سورية" تواجه مؤامرة غربية، يتساءل كل عاقل لماذا حتى الآن لم يؤيد "الغرب" الضربة العسكرية لسورية كما فعل مع ليبيا؟!

ربما يحق للبعض أن يتهم الغرب بالتآمر مع الحكومة السورية ضد الشعب الذي لا يطلب سوى الحرية والديمقراطية التي يدعو إليها الغرب!