وقع رئيس صندوق التنمية الزراعية المهندس عبدالله الربيعان أمس اتفاقية تفاهم مع رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان لتشجيع مبادرة السياحة الزراعية بحضور وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم ، وتستهدف توطين الوظائف في المناطق الريفية وإيجاد مصادر دخل إضافية للمزارعين، ومن المقرر أن يبدأ تطبيق تلك المبادرة في القصيم والأحساء ومحافظة الغاط وبعض مناطق الجنوب ، حيث سيعلن الصندوق لاحقا آليات دعم هذه المشاريع.

وأكد الربيعان على هامش التوقيع أن إجمالي المبالغ المتعثرة من التمويلات الزراعية بلغ نحو 4 مليارات ريال من أصل 50 مليار ريال حجم قروض الصندوق منذ تأسيسه وحتى الآن.

وأوضح الربيعان أن "هذه المبالغ لا تصنف ضمن القروض المتعثرة كون غالبيتها تمويلات قديمة صاحبت بداية مفهوم التمويل الزراعي في المملكة، ونحن لدينا برامج لإعادة إحياء تلك المشاريع وإيجاد حلول لها".

من جانبه، أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان في كلمته خلال حفل التوقيع، أن المبادرة الجديدة تهدف إلى تنمية المناطق الريفية والزراعية وإيجاد مصادر دخل إضافية للمزارعين.

فيما أثنى وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم في كلمته على مبادرة السياحة الزراعية، وقال: الهيئة شرعت قبل بدء المبادرة بتثقيف كافة مسوولي الهيئة والزراعة على أهمية المبادرة قبل إطلاقها، واستطاع بحسب وصف بالغنيم القيام بـ"غسل مخي".

وذكر بالغنيم أن مبادرة السياحة الزراعية قابلة للنجاح بفضل المقومات التي تمتلكها المبادرة والتي يمكن البناء عليها من خلال المشاريع الزراعية القائمة حاليا والاستفادة منها لتعزيز دخل المزارعين في مناطقهم والمساهمة في عملية التنمية الريفية الشاملة التي تنتهجها الوزارة.

ورحب الأمير سلطان بن سلمان بتجاوب وزارة الزراعة وصندوق التنمية الزراعية مع المبادرة التي تستهدف توطين الوظائف في المناطق الريفية وتوفير مصادر جديدة للدخل القائم على السياحة الزراعية في تلك المناطق، ودعا وزير الزراعة إلى توجيه الشركات الزراعية الكبرى للتعاون مع الهيئة في المبادرة الجديدة.

وقال إن قطاع الإيواء في المناطق الزراعية يمكن أن يكون عاملا مساعدا في تنمية السياحة الزراعية ليمكن للأسر السعودية قضاء بعض الوقت في هذه المناطق والاستفادة من الأجواء الزراعية الجميلة التي تمتاز بها بعض المناطق في المملكة وإحياء دور الريف في الحياة الاجتماعية للمواطنين.وأشار إلى اطلاعه على تجارب عالمية عند وضع هذه المبادرة، قائلا "اطلعت على تجارب خارجية، وسكنت في نزل ريفية والتقيت بمزارعين في برامجهم السياحية، حيث استفادوا منها بتحقيق مصدر دخل إضافي عبر تلك الزيارات السياحية".

لكنه أكد أن الهيئة لا تستورد نماذج جاهزة لتطبيقها بل تعمل على تكييفها لتتواءم مع الواقع الاجتماعي والديني والاقتصادي للمملكة وتأخذ في الاعتبار الجوانب التنموية وخدمة أهداف التنمية الشاملة والتعاون مع المعنيين بهذه الجوانب من قطاع خاص ومستثمرين. وفيما يخص سبل تنمية القطاع السياحي، أبدى الأمير سلطان بن سلمان موافقته التامة على دعوة مجلس الشورى لإنشاء صندوق للتنمية السياحية في المملكة، وقال "القطاع السياحي ليس قطاعا ترفيهيا بل هو قطاع اقتصادي". وتابع: الدعم الكبير الذي لقيته قطاعات الصناعة والزراعة بإنشاء صناديق خاصة لتنميتها، يجعلنا نتطلع لإنشاء صندوق لتنمية القطاع السياحي أسوة بالقطاعات الأخرى.

وحول تصنيف الاستراحات الريفية، قال إن هذا الأمر تحت الإجراء، وإن الهيئة تعمل من خلال عدة محاور بينها تصنيف الشقق السكنية والاستراحات الزراعية والنزل الريفية والفنادق وفي استراحات الطرق.