في عام 2003 كان المراقبون ينتظرون ما ستسفر عنه اجتماعات اللجنة الوزارية المشكلة لبحث دمج وفصل بعض الأجهزة الحكومية التي نجم عنها تشكيل وزاري في الأول من مايو أسفر عن إنشاء وزارة للثقافة وضمها مع الإعلام ونقل الأجهزة الثقافية كافة للوزارة المعلنة.

كان من أبرز تلك الأجهزة الإدارة العامة للنشاطات الثقافية بالرئاسة العامة لرعاية الشباب التي كانت تشرف على النشاطات والبرامج الثقافية بالأندية الرياضية وبيوت الشباب بشكل مباشر.

ومن يومها ظل سؤال عن مصير النشاطات الثقافية في الأندية الرياضية، وهل سيتم إلغاؤها وتزال من الواجهة الأمامية للأندية الرياضية عبارة (ثقافي، اجتماعي) وتبقى مفردة (رياضي) وحدها فقط، تطفو حينا وتغمرها عواصف النسيان حينا آخر، حتى كان القرار عام 2006 بإشراف الأندية الأدبية على النشاط الثقافي في الأندية الرياضية، لكنه أيضا ظل قرارا معلقا لم ينفذ بالكامل.

بالأمس امتشق مسؤول الإعلام والعلاقات العامة بنادي جدة الأدبي نبيل زارع السؤال من جديد، وزار ناديي جدة الرياضيين الشهيرين ( الاتحاد والأهلي ).

يسرد زارع القصة قائلا: بالفعل زرت الناديين الرياضيين وحملت معي كتباً من مطبوعات النادي، والتقيت في النادي الأهلي نائب الرئيس ومدير المركز الإعلامي، كما التقيت في الاتحاد مدير العلاقات العامة والاعلام وأهديتهما مجموعة من إصدارات النادي ومجموعة من جدول الفعاليات. ويصف زارع الزيارة بأنها استهدفت جذب الشباب نحو المؤسسات الثقافية. ويضيف: قد نكتشف أن من بين الرياضيين من يهوى القراءة، وبالتالي يعطينا صورة مغايرة عن الرياضيين، وهذه خطوة باتجاه تآلف الشباب واستقطابهم نحو الثقافة، وهي سياسة عبر عنها أدبي جدة عبر العديد من الفعاليات التي استهدفت الشباب من غير النخبة. لكن خطوة زارع ليست الأولى منذ إقرار وزارة الثقافة والإعلام إشراف الأندية الأدبية على النشاطات الثقافية في الأندية الرياضية، وهو القرار الذي لم ينفذ حتى الآن، وسبق لرئيس أدبي جدة أن عبر لـ " الوطن" عن تذمره من عدم تجاوب ناديي الأهلي والاتحاد لمحاولته تطبيق القرار. بينما كان نادي أبها الأدبي قد فتح في 2008 بابا للتعاون الثقافي مع الأندية الرياضية في منطقة عسير في محاولة لتفعيل وتطوير النشاط الثقافي في الأندية الرياضية واكتشاف مواهب إبداعية جديدة ودعم هذا النشاط ماديا ومعنويا من قبل نادي أبها الأدبي. وعقد اجتماعا بمقر أدبي أبها شارك فيه رئيس نادي أبها الأدبي أنور محمد آل خليل وممثل مكتب رعاية الشباب بأبها موسى الشهراني ورئيس الفريق التحضيري الدكتور عبد الرحمن المحسني ومقرر الاجتماع الدكتور صالح ناصر الحمادي وفهد سعد بركوت من نادي ضمك الرياضي وبندر علي العمري من نادي السروات الرياضي ومحمد مساعد العلياني من نادي الزيتون الرياضي وعلي محمد مزهر من نادي المصيف الرياضي، لكن انفض الاجتماع حينها وللآن لم يتحقق شيء.

بينما لم يستثن زارع مكتب رعاية الشباب بجدة، حيث تحمس للفكرة مدير مكتب رعاية الشباب بمحافظة جدة أحمد روزي الذي أكد لزارع على أهمية التواصل بين المؤسسات الثقافية والرياضية لخدمة شباب الوطن، حسب تعبيره.

في الوقت الذي رأى فيه الكاتب المسرحي عضو جمعية المسرحيين السعوديين عبد العزيز عسيري أن الأندية الأدبية لديها ما يكفيها، وهي بالكاد تفعل نشاطاتها بما هو مؤثر، لذلك يدعو عسيري إلى الغاء القرار من أصله والبحث عن صيغة أكثر عصرية لتفعيل النشاط الثقافي في الأندية الرياضية، مذكرا بما سماه إخفاق وزارة الثقافة والإعلام في إدارة الجمعيات التي انطلقت وماتت قبل أن تفعل شيئا كجمعية التشكيليين وجمعية التصوير الفوتوجرافي، مشيرا إلى تلقي جمعية المسرحيين دعما أخيرا وتهيّئها لمفجآت قريبا، دون أن يفصح عن كنه هذه المفاجآت.