قارىء أو مواطن من الرياض اسمه "محمد بن سلمان" بعث إليَّ بالإيميل التالي:

"بصراحة ليس من عادتي مراسلة الكتاب أبداً، فانا استمتع بقراءة ما تكتبون من غث وسمين الأراء وبعد ذلك اغلق الصحيفة واذهب اشوف شغلي ولكن سائني كثيراً ما قراته لك اليوم في الصفحة الرياضية بعنوان – صراع في المنتخب السعودي -

سائني بشدة فلسفتك التهكمية على مدرب ذا مستوى عالمي بمستوى ريكارد، بل وليذهب ريكارد الى الجحيم، ولكن سيسوئني حتى لو قمت بنفس الفلسفة التهكمية على مدرب حواري أيضاً وذلك ببساطة لأنك لا تفقه شيئاً أصلا في أمور وشئون التدريب وعينت من نفسك فجأة مدرباً عالمياً لا يشق له غبار بينما لو تم تعيينك كمدرب فجأة لن استغرب لو قذف بك اللاعبون خارج الملعب لانك وقتها ستنكشف امامهم بانك لا تفقه حتى بتلقيط الكور مع رجائي بألا تاخذ رأيي هذا على محمل شخصي، ويمكنك تلقيط بعض الكرات أمامهم ان اردت ان تكذبني وتثبت لهم عكس ذلك وستفشل أيضاً لان الذي يفشل بالتقاط الكلمات والعبارات التي يرأب من خلالها صدع الوطنية بين شباب الوطن سيفشل بلا محالة بالتقاط الكرات ايضا

وسائني اكثر ان يتملق شخص مثلك بالوطنية ويقوم بنفس الوقت بضرب اسفين الفرقة بين اعضاء منتخب وطني واقول ((((وطني)))) وبين الجماهير الرياضية التي لا تحتمل شحن أكبر ليشنجها.

كل ذلك بسبب تعصب رياضي ملون وتافه يا علي؟

لم اكن اتوقعك بهذه السطحية والتفاهة يا علي

كيف تجروء على استخدام حرية الراي بالقيام بمثل هذه الخربشة التي تدمر نسيجنا الوطني في حركتنا الرياضية التي يمثل منسوبيها حوالي 65% من تعداد شبابنا؟

كيف تجرؤ على اتهام ذمم من يعملون في المنتخب حتى لو كانوا كفار او مسلمين زنادقة؟

ماهي الاضافة الادبية والثقافية التي اضفتها لنا في مثل هكذا موضوع مقابل الخسارة التي تكبدتها؟

ماهو الضرر الذي تمثله هذه المقالة على اعداء وطنك مقابل الضرر الذي عاد بسببه على وطنك؟

افسم بالله ان امثالك هم سبب نكستنا الرياضية ومرض منتخباتنا التي تتحدث عنها يا مريض

عيب يا علي عيب

ولولاك تعرف العيب لما ذكرتك فيك

محمد بن سلمان

الرياض"

على الرغم من إساءاتها الشخصية وأخطائها الإملائية الفادحة وضبابية الاسم، إلا أنني أنشر هذه الرسالة المعتمة كما هي وسط النور ليفضح ظلامها الإقصائي ومزايداتها الرخيصة والمخجلة على الوطنية وتوزيع صكوك المواطنة حسب الميول والأهواء والرأي الواحد!!.

واضح جداً أي لون ينطلق منه الأخ محمد، إنه لون تقديس الأشخاص وتصنيمهم!! لون الخوف من النقد والنقاش والحوار!! لون السكون وكل شيء على ما يرام!! وهذا اللون يخاف الألوان الأخرى ولا يعترف بوجودها!! وأقول للأخ المرسل لست حزيناً من عباراتك فهي تعكس عقليتك وفكرك!! ومن كانت هذه مفرداته فلا غرابة أن (يتبلّى) على الآخرين ويقوِّلهم ما لم يقولوه؛ كما فعل معي هذا القارىء الذي يتخفى في شبح الاسم المركب!! ولن يثنيني هو ولا غيره عن قول رأيي في منتخب بلدي ووطني، فالمنتخب باسم البلد كلها وليس محتكراً مكاناً ما أو فئة بعينها!! ومن حق كل سعودي أن يتطلع إلى فريق وطني يتجاوز تخبطاته الواضحة التي لا تزال موجودة حتى الآن مع الأسف، وأن يكون لهذا المنتخب هويته وروحه وطعمه الخالص، ولن يتأتى له ذلك بمجرد جلب مدرب عالمي بملايين اليوروات والدولارات وعشرات الملايين من الريالات!! بل سيصلح المنتخب ويسر الناظرين عندما يخرج من شرك الوساطات والشفاعات والتدخلات!! وعندما نضع أيدينا على مكامن الخلل في منظومتنا الرياضية الكروية ككل، بدءاً من الرئاسة العامة لرعاية الشباب والاتحاد السعودي لكرة القدم والأندية، أي عندما يطبق الاحتراف شكلاً ومضموناً ويتحول الكلام والتنظيرات والأحلام إلى واقع!!

•••

في مباراة السعودية وعمان الأخيرة شاهدت حضوراً نسائياً سعودياً يساند المنتخب بكل رقي وحشمة وكثيراً ما يحدث هذا في مباريات المنتخب خارج البلد!!.

ما الذي يمنع من تخصيص جزء من مدرجات ملاعبنا للنساء أو العائلات، في كرة القدم وفي بعض الألعاب والمنافسات المهمة، وخاصة التي تشارك فيها منتخباتنا الوطنية؟ أليس مخجلاً أن نرى نساءنا وفتياتنا يساندن فرقنا الوطنية في الخارج بكل ذوق واحترام فيما نحن نحرمهن من هذا الحق في بلدهن؟!