تقاطعت معلومات الأكثرية والمعارضة حول جدية المسعى السعودي السوري وتطوره إلى مستوى البحث في بنود البيان الذي سيصدر عن الجانبين بعد رأس السنة الميلادية على أبعد تقدير، فيما دخل الزعيم الإيراني علي خامنئي على خط الأزمة اللبنانية، مؤكدا أن أي قرار سيصدر عن المحكمة الخاصة بلبنان سيعتبر "لاغيا وكأنه لم يكن".

وقالت مصادر سياسية ودبلوماسية إن الاتصالات التي بذلتها عاصمة إقليمية عربية مؤثرة في مسار التطورات الدولية أدت إلى قناعة لدى العواصم الكبرى بضرورة إتاحة الفرصة لتسوية الأزمة اللبنانية والحؤول دون انفجار الأوضاع بسبب القرار الظني للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان.

وفي هذا السياق فإن هدنة تسود المواقف السياسية ويتم التعبير عنها لدى كل من حزب الله وتيار المستقبل على وجه الخصوص في إطار تفاهم ضمني لإتاحة المجال أمام تقدم التسوية وتسهيل ما يجري من مفاوضات بين أكثر من طرف محلي وإقليمي.

وفي هذا الإطار أكد عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب عمار حوري أنه "ليس سراً أن الحوار السوري السعودي جدي ومكثف، وقد قطع شوطاً كبيراً على طريق الحل"، لافتاً إلى أن هناك "تكتماً شديداً يرافق هذا الحوار، ويستعين به الطرفان والمعنيون للوصول إلى الهدف الذي سيؤدي إلى تكريس الاستقرار في لبنان، خصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة".

وكشف وزير الدولة وائل أبو فاعور في حديث تلفزيوني أن المسعى السوري السعودي لحل الأزمة في لبنان حقق تقدما كبيرا، لافتا إلى أن أمورا كثيرة تم الاتفاق عليها. وأشار أبو فاعور إلى أن أكثر من مصدر أكد أن الأمور في الطريق السليم، مؤكدا أن أي تسوية من المفترض أن تتطرق إلى طريقة التعاطي مع المحكمة الدولية ومع القرار الظني.

وفي طهران، أعلن خامنئي أمس أن أي قرار سيصدر عن المحكمة الدولية المكلفة محاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، والمحتمل أن يتهم أعضاء من حزب الله، سيعتبر "لاغيا وكأنه لم يكن"، بحسب ما نقل عنه تلفزيون "برس تي في" الإيراني الرسمي.

ووصف خامنئي خلال استقباله أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني المحكمة الخاصة بلبنان بأنها "محكمة خاضعة لأوامر، وأي قرار سيصدر عنها سيكون لاغيا وباطلا".

وأضاف "آمل أن تقوم جميع الأطراف في لبنان، بحكمة وتعقل بما يجب، كي لا يتحول هذا الموضوع إلى مشكلة"، مشددا في الوقت عينه على أن "المؤامرة ضد لبنان لن تنجح".

وقام أمير قطر صباح أمس بزيارة قصيرة إلى إيران استمرت بضع ساعات والتقى خلالها المرشد الأعلى والرئيس محمود أحمدي نجاد.

ونقل التلفزيون الإيراني عن أمير قطر قوله إن "البعض يحاول إثارة فتنة في لبنان، لكننا سنمنع ذلك بمساعدة دول المنطقة".