سعادة المدير.. كل عام وأنت بخير.. سعادة المدير.. وأنت في أبهى حلة وتنتظر مرؤوسيك لتهنئتك بالعيد كما اعتدت منذ 20 عاماً تزيد أو تنقص قليلاً، اسمح لي أن أذكرك بترك الكرسي، وأذكرك قبل أن تُرمى في "سلة المتقاعدين" بمراجعة إنجازاتك التي لن يحفظ لك قيمةً سواها، تختلف ارتفاعاً وانخفاضاً حسب الجودة والكم! سعادة المدير.. لا تعول كثيراً على دعوات الموظفين الذين يعايدونك بـ "عساك من عواده" فربما يلحقونها في قلوبهم "بعيداً عنا"!
هذا الصباح.. فرصة لتخلو بنفسك وتسألها ماذا قدمت لهذا الكرسي طيلة مكوثك عليه، وهذه الإدارة التي بقيت على هرمها سنوات، غيرالتصريحات الصحفية التي لو جُمعت لعجز عن حملها عصبة أولو قوة! سعادة المدير.. افتح النافذة وانظر إلى الواقع وابحث عن عملك وإهمالك اللذين سينسبان لك!
وهذا الصباح.. يعود كل موظفٍ إلى كرسيه ليباشر عمله، فكل عامٍ والموظفون بخير. وهذا الصباح.. سيعود كل "مراجعٍ" إلى ممرات الإدارات الحكومية لملاحقة معاملته.. فكل عامٍ والمراجعون بصحة وعافية.. "ليواصلوا الركض في الإدارات".
أخي الموظف.. فلتبدأ عملك بمعايدة مديرك وزملائك وتقضي معهم أول ساعة في الأحاديث والسؤال عن الأخبار والإجازة.. لكن بعد ذلك لا بد أن تعلم أن الكثير من المراجعين ينتظرون بشوق عودتك؛ لإنهاء معاملاتهم التي تتزاحم على بعض المكاتب في إدارتك! فاجمع لهم فرحة العيد بفرحة سرعة الإنجاز.