برنامج مشوق، فكرته جميلة وأسلوب عرضه مختلف، وشعبيته تزداد عاماً بعد عام.. غير أن "الزين ما يكمل" كما يقال، وهذا هو واقع الحال في برنامج "حروف وألوف الذي يقدمه محمد الشهري على قناة mbc وكان موسمه السابع خلال شهر رمضان الماضي بديكور جديد يظهر فيه المقدم كأنه يخاطب الجمهور من مركبة فضائية محاطة بالأزرق من الجهات كلها.
في إعلان البرنامج للعام الحالي يظهر مقدمه في لباس رعاة البقر لباس مع أكياس الدولارات وليس الريالات التي يتم توزيعها خلال البرنامج.. فيما تظهر ورقة ملصوقة على عمود مكتوب عليها (wanted) ثم مبارزة بالمسدسات وفي اللقطات الأخيرة للإعلان يظهر مدخل (البار) كما كنا نراه في أفلام (الكاوبوي) منذ سنين طويلة. لنكتشف – لولا سقوط سيارة على خصم الشهري في المبارزة - أننا في مشاهد تعود إلى القرن التاسع عشر، وليس في القرن الحادي والعشرين. ولعل من صمم الإعلان يحب أفلام المسدسات ورعاة البقر ولديه اطلاع على ثقافة غربية قديمة يفهمها أهلها رغم أنها انقرضت وحلت مكانها ثقافات جديدة، لكنها بالمنطق العام غريبة على ثقافة المجتمع العربي المستهدف من الإعلان.
إلى ذلك، ليت مقدم البرنامج يبحث عن مفردات جديدة للحوار مع المشاركين.. بدل "وين ربعك" و"يا سلام عليك" وغيرها..
في إعلان لموسم سابق يظهر صاحب الـ"حروف وألوف" على هيئة صياد سمك، يضع حقيبة الحروف إلى جواره وبغمضة عين يلتهمها مع نصف خشب المصطبة البحرية كائن ضخم لا يُرى في الكاميرا، وإنما تدل آثار قضمة فكّيه عليه.. والإعلان ذاته جاء نسخة طبق الأصل لإعلان غربي مع استبدال كيس "ماكدونالدز" بحقيبة الحروف.. وحبذا لو أن العقلية التي تفكر بابتكار إعلان متميز للبرنامج تحاول إيجاد طريقة أقرب لذهنية مشاهده العربي، فراعي الإبل أو الغنم بزيه التقليدي وغيره من أمور مأخوذة من بيئة الشرق أقرب للمُشاهد من راعي البقر بزيه الأميركي.. و"مفطّح" مزيّن بالحروف أشهى من إعلان يذكر المشاهدين بوجبة "ماكدونالدز"، يضطر واحدهم لفتح فكيه لأقصى مسافة ممكنة ليستطيع تناولها.