هذا الاسم "إحسان" جاء كما يُقال: "اسمٌ على مسمى" حين حملته جمعية الإحسان الطبية الخيرية بمنطقة جازان، فكان إحساناً بكل ما تحمله الكلمة من معاني حب الخير والسعي إليه وإتقانه.
بالنسبة لي قلّما رأيت عملاً إنسانياً قامت به جهة تطوعية طبّقت فيه مفهوم الإحسان تطبيقاً متكاملاً ابتداءً من جمال التعامل إلى طيب النفس وصدق الكلمة والوفاء بالوعد وحسن التنظيم مثلما رأيت في إحسانِ هذه الجمعية إلى المرضى الفقراء غير القادرين على توفير ما لا توفره لهم وزارة الصحة مما يقع خارج حدود مسؤولياتها، ولا سبيل للمرضى إلى توفيره لأنفسهم.
جمعية الإحسان، تقدم خدمات علاجية، بل ووقائية أيضاً، وحتى تثقيفية، وخدمات أخرى استثنائية في حال الأزمات والطوارئ، فضلاً عن عنايتها باضطرابات النمو النفسي في مراحل الطفولة المتأخرة والبلوغ والمراهقة، كما تقوم على دعم الأنشطة العلمية ذات الصلة بأمراض المنطقة، ومن مشاريعها التي لقيت استحسان المجتمع صحيحهم ومريضهم: تأمين الأجهزة الطبية للمرضى الفقراء مهما بلغ ثمن الجهاز، ناهيك عن توفيرأسطول من السيارات لنقل مرضى الفشل الكلوي وفقرالدم المنجلي والثلاسيميا من داخل منازلهم إلى أيّ من مستشفيات المنطقة التي يراجعونها، ثم إعادتهم إلى بيوتهم بكل إحسان، مع سعيها الدؤوب لحث المحسنين على المزيد من الإحسان لتوفير المزيد من السيارات بمواصفات أفضل للوصول إلى أماكن أكثر بُعداً بحثاً عن المرضى.
ومما يدعو للفخرالإنساني: مشروع "الاستشاري الزائر" الذي يقوم عليه عددٌ كبيرٌ من خيرة أبناء المنطقة من الأطباء الاستشاريين، إذ يُنظمون زياراتٍ دورية للمرضى في المناطق البعيدة، والوعرة، لمعاينتهم وتقديم الاستشارات العلاجية لهم، وتحويل من يحتاج منهم إلى المستشفيات الرئيسة لمتابعة علاجهم هناك.. فأي إحسان هذا!
كما تعقد الجمعية "مؤتمرالإحسان الطبي السنوي" وهو لقاءٌ يضم ذوي الاختصاص للتحاور وتبادل الخبرات ونقل التجارب؛ وتقام على هامشه لقاءات تثقيفية موجهة للمرضى وذويهم، فضلاً عن مشروع "الإسكان الخيري" لجعل المريض قريباً من مقر استشفائه عند طلب المراجعة والعلاج.. وغيرها من المشاريع، كمشروع "رواد الصحة" ومشروع "العيادات المتنقلة" بالتعاون مع جمعية عناية بمنطقة الرياض، وأخرى مما يجعلني أقدم اعتذاري ككاتب لتجاوزي المساحة المخصصة لي ولم أنتهِ من إحسانِ جمعية الإحسان؛ غير أنه من الجدير ذكره، تقديم الشكر لمؤسسي هذه الجمعية، ولكل من دعمها بالمال والجهد والوقت والرأي؛ فكم نحن بحاجة إحسانٍ كهذا وأكبر في كل أرجاء البلاد.