أعلن وزير الخارجية النرويجية يوناس غار ستوره رفع المستوى التمثيلي الفلسطيني إلى مستوى السفارة، في إشارة إلى اعتراف بلاده بالدولة الفلسطينية، فيما بدأ الفلسطينيون والأطراف العربية في الأمم المتحدة الاتصالات تمهيدا لصياغة مشروع قرار يدين الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية ويعتبرها غير شرعية ويطالب بوقفها على أن يتم التشاور بشأنه مع الدول الأخرى خلال الأيام القادمة، بيد أن تقديمه إلى مجلس الأمن الدولي لن يكون قبل نهاية رئاسة الولايات المتحدة لمجلس الأمن مطلع الشهر المقبل.

ويأمل الفلسطينيون تأييدا كبيرا لهذا القرار حال تقديمه إلى مجلس الأمن وسط تقديرات بأن الولايات المتحدة التي تقول دائما إن الأنشطة الاستيطانية تقوض جهود الدولتين وإنها عقبة في طريق السلام قد تجد صعوبة بالغة في استخدام حق النقض الفيتو ضد القرار.

في غضون ذلك، يصل السفير ديفيد هيل، مساعد المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط، ودانيال شابيرو، المسؤول في مجلس الأمن القومي الأميركي، إلى المنطقة هذا الأسبوع من أجل عقد المزيد من المحادثات مع المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين دون أن يكون واضحا ما إذا كانا سيحملان معهما ردا على المطالبة الفلسطينية-العربية بوقف الاستيطان بما في ذلك في القدس وأن تكون هناك مرجعية واضحة للعملية السياسية.

وأكد مسؤول فلسطيني كبير أن القيادة الفلسطينية لا تقاطع الإدارة الأميركية غير أنه شدد على أن المطالب التي وجهت إلى الأميركيين واضحة ومحددة.

وكانت القيادة الفلسطينية ولجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية طلبت من الإدارة الأميركية وقف النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية بما في ذلك القدس الشرقية وعرض أميركي واضح فيما يخص الحدود، دون أن يكون واضحا ما إذا كان الجانب الأميركي سيجلب ردودا على هذه المطالب التي تم توجيهها أيضا في طلب رسمي من الرئيس محمود عباس إلى الإدارة الأميركية.

يذكر أن اتصالات تجري في أوساط اللجنة الرباعية من أجل تحديد موعد لاجتماع على المستوى الوزاري للجنة مطلع العام القادم أي بمشاركة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ومسؤولة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاترين اشتون من أجل بحث سبل التقدم في العملية علما بأن اجتماعا على مستوى المندوبين للجنة عقد قبل أكثر من أسبوع في نيويورك بمشاركة المبعوث الأميركي السيناتور ميتشل.

وكان آخر اجتماع للجنة الرباعية عقد على المستوى الوزاري في شهر سبتمبر الماضي على هامش أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك.

على صعيد آخر، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه "لا نقبل العودة إلى المفاوضات سواء مباشرة أو غير مباشرة بدون وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية فهذا خط أحمر". وقال في لقاء هو الأوسع مع نشطاء سلام فلسطينيين وإسرائيليين في مقر المقاطعة في مدينة رام الله أمس "الآن نحن بانتظار الرد الأميركي ماذا سيقولون". وتساءل "هل الاستيطان أفضل من السلام؟ إن السلام أغلى من الحكومات ومن الائتلافات الحكومية".

إلى ذلك استشهد خمسة مقاتلين فلسطينيين بغارة جوية إسرائيلية على قطاع غزة. وزعم الجيش الإسرائيلي بأنهم كانوا يستعدون لإطلاق صواريخ على إسرائيل. والشهداء الخمسة هم: خليل الطويل ومحمد العصار وعبدالله الشريحي وأشرف أبوسبت وأحمد الزعلان.

من جهة أخرى، دعت منظمة هيومن رايتس ووتش الولايات المتحدة إلى أن تحسم من مساعدتها لإسرائيل قيمة الدعم المالي الذي تقدمه الحكومة الإسرائيلية للاستيطان في الضفة الغربية.

وقالت وثيقة أصدرتها المنظمة أمس وتقع في 166 صفحة إن التجمعات السكنية الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة تعاني من إجراءات تمييزية خطيرة لمصلحة المستوطنات اليهودية المجاورة التي تستفيد من خدمات أساسية أفضل مثل الماء والكهرباء بفضل دعم الدولة الإسرائيلية.

ورأت المنظمة أن الولايات المتحدة التي تقدم مساعدة سنوية تبلغ 2،75 مليار دولار لإسرائيل، عليها حسم مبلغ يعادل قيمة الاستثمارات الإسرائيلية للاستيطان أي نحو 1،4 مليار دولار وفق الحسابات التي توصلت إليها دراسة أجريت في 2003.