ذكرت الدكتورة نوف الغامدي على صفحتها في الفيس بوك قصة تقول: إن حاكماً من الصين وضع صخرة في طريق رئيس في مدينته، ووضع حارساً خلف شجرة ليبلغه عن تصرفات الناس حيالها، في البداية مر تاجر وأخذ يشتم ويتوعد واضع الصخرة بالشكوى ثم التف حولها ومضى، ثم جاء ثلاثة شباب وما إن رؤوا الصخرة حتى بدأوا في شتم الحاكم والمجتمع المتخلف ثم التفوا حول الصخرة ومضوا، ثم جاء فلاح وشمر عن ذراعيه ودفع الصخرة بكل قوته حتى أبعدها عن الطريق؛ ليجد مكانها صندوق مجوهرات يحوي رسالة تقول "هذه مكافأة للمواطن الإيجابي المبادر لحل المشكلة بدلاً من الشكوى منها".
منذ كتبت في "الوطن"، تردني رسائل يشكو أصحابها من الفساد حتى إنني أشعر بالعجز خاصة حين يقولون: نثق بك، في الواقع إني أثق فيهم أكثر لأن من شعر بالمشكلة وقرر الحديث عنها قادر على ما هو أهم، وهو أن يكون إيجابياً ويحمل الصخرة ويلقي بها بعيداً، ووطننا وضع هيئة لمكافحة الفساد ورئيسها بدرجة وزير وكما أظن هو رجل لن يقفل بابه أمام مشتكٍ لكنه لا يعلم الغيب وقطعاً هو لا يقرأ كل الصحف ولا كل المقالات، لكنه وبلا شك لن يهمل شكوى مواطن يضع اسمه وسجله المدني، فما دمت صادقاً فتقدم وأخبر عن الفساد الذي لمسته أو الظلم الذي وقع عليك، أما الأحاديث التي تدور في المجالس فهي لن تزيح الصخرة بل ستنشر السلبية والحسرة والألم وتستجلب مشاعر الخيبة.
وهذا لا يعني ألا ترسلوا للصحف والكتاب بل أرسلوا، فكما أن إزاحة الصخرة تحتاج لذراعين؛ فإن الصحف هي الذراع الأخرى بعد هيئة مكافحة الفساد، وستستطيعان معاً إزاحة هذا الفساد الذي أجد أنه لم يعد فساداً عادياً بل فساداً وقحاً وأنتم بكرامة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى حتى إنك تتساءل هل هو مقصود فعلاً أم أنها فوضى إدارية قام بها بعض المتنفذين ممن لا يعون حجم الظلم الواقع على المواطن بسببها؟ والأمثلة على ذلك كثيرة، ومن الصعب إحصاؤها لكني أقول لهؤلاء الشاكين والغاضبين يجب عليكم حمل الصخرة ودفعها بعيداً بكل الطرق، وأهمها إبلاغ هيئة مكافحة الفساد لنكون كلنا بوصفنا مواطنين عيناً للدولة، وجنوداً نحميها من الفساد وستكون المكافأة كبيرة جداً أكثر حتى من صندوق مليء بالجواهر.