أبدى عدد من مواطني منطقة الباحة استياءهم من الغياب الكامل لدور فرع وزارة الزراعة بالمنطقة، الأمر الذي جعل الكثير من المشاكل الزراعية تتفاقم، كإغلاق محطة الأبحاث الزراعية الوحيدة بالمنطقة، وتوقف مشتل المندق، وغياب الدور الفاعل لمشتل بلجرشي والعقيق. كما شكوا من وقوف الفرع عاجزا عن إنقاذ غابات العرعر التي انتشر فيها ما يسمى بالموت القمي، دون أن يكون للفرع أي دور في هذا الشأن مما يهدد غابات المنطقة بالزوال والتصحر.

وفي هذا الصدد، قال محمد عبدالله الغامدي: هناك الكثير من المشاكل الزراعية في المنطقة لم نجد لها حلا من فرع وزارة الزراعة، فأشجار الغابات لاسيما العرعر مهددة بالانقراض بفعل انتشار الموت القمي بينها، وهذا يلاحظ بشكل مخيف في الغابات التي على جانبي طريق جنوب بلجرشي، وفي الغابات التي تحاذي الطريق العام شرق وادي فيق.

وأضاف: كان على الفرع بذل كل الجهود ورفع التقارير بصفة دائمة للوزارة لدراسة هذه الظاهرة وإيجاد حل لها كتدابير علاجية مثل تقليم أفرع أشجار العرعر حتى تتجدد، كما يفعل مع أشجار السدر وغيرها، حيث إن الكثير من المواطنين يقومون بذلك مما يجعل أشجار السدر تجود وتزهو لاسيما تلك التي تعيش بين مزارعهم.

وتساءل عبدالله أحمد الغامدي عن الإجراءات التي اتخذها فرع الزراعة بالمنطقة حيال بعض الشركات التي تفتح الطرق في السراة وتهامة، وهل تمت مساءلتها عن إزالة أشجار السدر والأثب المعمر، حيث إنها تفتح طرقا بعرض 40 متراً، لتنفيذ طريق زراعي بعرض 7 أمتار كالذي حصل في وادي مليل السياحي.

فيما يقول عبدالرزاق الزهراني: في المندق توقف مشروع مشاتل المندق التابع لفرع الوزارة دون أن تولي الإدارة اهتمامها بذلك، مضيفاً، أن الزراعة لم تقم بدورها في تشجيع المزارعين سواء في تسهيل مهام زراعتهم بتوفير معدات للمزارعين أو في منحهم قروضا تشجعهم على الاهتمام بالزراعة.

بدوره أشار عبدالرحمن البكيري، إلى أن هناك خطرا يهدد الغابات في المنطقة، وهو تهدم المدرجات الزراعية الأمر الذي سيؤدي إلى انجراف التربة وبالتالي انقضاء الغابات والغطاء النباتي. وقال: كان من الواجب على الزراعة دراسة هذه الظاهرة والعمل على إيجاد حل لها كإعادة بنائها أو نحو ذلك، لافتاً إلى أن هناك تعديا على مواقع تنمية الغابات دون أن توقف مثل هذه الأعمال.

من جهته، رد رئيس قسم الغابات بفرع وزارة الزراعة بمنطقة الباحة صالح العامري، على أسئلة المواطنين قائلا:

بالنسبة للموت القمي لأشجار الغابات في المنطقة فتعد هذه الظاهرة من الظواهر التي تقلق الوزارة ليس في الباحة فقط بل على مستوى المنطقة الجنوبية بكاملها حيث تنتشر ظاهرة الموت القمي للعرعر.

وأضاف أن العديد من اللجان المتخصصة في هذا الشأن وعلى مستوى تعاوني مع بعض الدول كاليابان وغيرها قامت بدراسة هذه الظاهرة ورصد العوامل المناخية والتأثيرات البيئية على بعض المناطق المتدهورة، ووقفوا على الوضع بالمنطقة، كما زارالمنطقة استشاريون من الوزارة لنفس الغرض لكن دون أن نرى نتائج لأعمال هذه اللجان. وأضاف: في سبيل دعم الغابات المتدهورة فإن مشتل بلجرشي بصدد القيام بمشروع استنبات أكثر من 20 ألف شتلة لنبات العرعر وذلك تمهيدا لإعادة تأهيل الغابات وزيادة رقعتها وعمل برنامج الإدارة المستدامة لها.

وعن محطة الأبحاث، قال: كانت هناك محطة واحدة للأبحاث في المنطقة ولكن أغلقت من قبل الوزارة.

أما ما يتعلق بالمشاتل فلدى الفرع ثلاثة مشاتل، أولها في بلجرشي وهو خاص بزراعة وشتل العرعر، ومشتل العقيق وهو مختص بأشجار الفاكهة. بينما ظل مشتل المندق متوقفا لأنه لم يتقدم أحد عندما طرح للمناقصة.