لم يتردد مسؤول في أحد فروع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف عن مناصحة إمام مسجد لأنه يخفف الصلاة، لكنه لم يفكر في مناصحة بعض الخطباء الذين يطيلون "الخطبة" وهم لا يجيدون فن الخطابة والإلقاء..!

لماذا نعد من يخفف الصلاة متساهلا ومقصرا، ولا نعد كذلك من يطيلها "ربما" يجعل الناس يكرهون الصلاة؟!

بالتأكيد المقصود التخفيف الذي لا يخل بها والإطالة الظاهرة، وبما أنه مهما طالت صلاة الفريضة فلن تتعدى الدقائق، فلنتجاوز الصلاة إلى "الخطبة" التي منها خطبة الجمعة أقوى منبر إسلامي لطرح القضايا ومعالجة المشاكل والظواهر السلبية، وأكثر منبر مداومة على توجيه الناس وتوعيتهم، فمن كل جامع تنطلق 52 خطبة سنوياً ينصت لها المصلون وجوباً.

الخطبة برنامجٌ يتكرر أسبوعياً في الجمعة ومرتين في العيدين، ويحرص عليها المسلمون في كل أنحاء المعمورة، ويحضرون لينصتوا، إلا أن بعض الخطباء يصدمونهم بموضوعٍ لا يهمهم أو قضية لا يفقهونها ولم يسمعوا عنها، وبعض الخطباء ينتقي عشوائياً خطبة من الكتب أو النت فلا يقرؤها إلا على المنبر فيتعتع ويتلعثم.. حتى يتخلى المصلون عن الإنصات وينشغلوا بانتظار الدعاء لعله ينالهم منه شيء إلا أن خطيبهم لم يهتم بذلك..!

وأحياناً كثيرة تصدم إدارات الأوقاف المصلين بتعيينها خطباء لا يُفصحون، أو خطباء لا يعايشون الناس، فلا يعرفون واقعهم ولا يدركون اهتماماتهم ولا مشاكلهم، فيتسببون بقطيعة بين المصلين والشعيرة المقدسة "خطبة الجمعة"..!

ورغم أن العرب اشتهروا بالخطابة إلا أن كثيراً من خطبائنا لا يجيدون فنها، فيهُذّون الخطبة هذاً فلا يتأثرون ولا يؤثرون..!