الخوف والقلق الذي تعيشه إسرائيل من الآن وحتى العشرين من سبتمبر الجاري، سيكبر ويتعاظم يوما بعد يوم. فالقادة الإسرائيليون يعتبرون أنهم أصيبوا في مقتل بعد الخطوة الهامة التي أقدم عليها الفلسطينيون بالتوجه إلى الأمم المتحدة لطلب انضمام دولتهم إلى المنظمة الدولية التي كانت منذ قيام إسرائيل، سندا لها على حساب حق الشعب الفلسطيني.
نقول هذا ونعرف أن كثيرين سينزعجون من هذا التوصيف، وخاصة في الأمم المتحدة والدفع بخلاف ذلك.
يقول المسؤولون الإسرائيليون بصراحة إن خطر طلب انضمام دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة، يشكل تهديدا لإسرائيل يفوق تهديد حركة حماس، مع ما يعني ذلك من إطلاق صفة إرهابية على قادة السلطة الفلسطينية التي كانت نتاج اتفاقية أوسلو العام 1993.
لا تريد إسرائيل التقدم خطوة واحدة إلى الأمام، وتنفيذ البنود المتبقية من الاتفاق، كبحث الوضع النهائي ومسائل القدس والمياه واللاجئين، وتسعى إلى إبقاء الشعب الفلسطيني، "شعب ذمة"، يخضع لمزاجية الاحتلال. يقفل المعابر ساعة يشاء، ويحتجز الأموال الفلسطينية متى أراد. يطرد المواطنين من أراضيهم، ويقيم جدار الفصل العنصري ويقطع التواصل الفلسطيني ـ الفلسطيني ويشرد من تبقى في الضفة الغربية ويصادر الأرض لإقامة المزيد من المستوطنات، تحت حجة الأمن.لا بل يقتحم جيش الاحتلال أراضي السلطة عندما يشاء، حتى القيادات الفلسطينية معرضة للاعتقال، ناهيك عن نواب الشعب الفلسطيني المنتخبين بطريقة ديموقراطية، والذين ضاقت بهم المعتقلات وما زالت.
شأن إسرائيلي أن تعتبر اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطين، خطرا عليها، ولكن يحق للشعب الفلسطيني العيش بكرامة.