أوضح استشاري تأهيل القلب في مركز سعود البابطين الدكتور نجيب جاها لـ "الوطن" أن مرضى القلب في المملكة ينقصهم التثقيف بمن فيهم المتعلمون حول أهمية مرحلة التأهيل بعد إجراء العمليات الجراحية أو قسطرات وتوسعة البالون، حيث يحتاجون إلى متابعة وبرنامج تأهيل، مشيراً إلى أن ما نسبته فقط 20-30% من المرضى يملكون وعيا بحالاتهم وكيفية التعامل معها بعد الوعكة.

وذكر الدكتور نجيب على هامش فعاليات مؤتمر طب وجراحة القلب الدولي السادس الذي أقامه مؤخراً مركز سعود البابطين لطب وجراحة القلب في الدمام، أن برنامج تأهيل مرضى القلب من أهم البرامج التي يُفترض أن تكون موجودة في كل مركز قلب، ويأمل أن يكون متاحا في جميع مراكز القلب في المملكة، لأن متابعة المريض بعد العمليات أمر هام لتهيئته للعودة إلى حياته الطبيعية السابقة، حيث لا ينتهي العلاج بإعطاء الأدوية فقط، بل يتم تثقيف المريض بأسلوب حياة يتناسب مع حالته من خلال التغذية وممارسة التمارين الرياضية. وأضاف أن هنالك مرضى يخشون بذل أي مجهود بعد إصابتهم في حين أن الدراسات أثبتت أن التمارين تحت إشراف برنامج التأهيل والطبيب يمكن القيام بها دون مخاوف، وتتمثل في البدء بالمشي العادي على الأقل 30 دقيقة في اليوم ثم يتدرج بعد ذلك.

وأكد جاها أن الدراسات الغربية أثبتت أن تطبيق برنامج التأهيل على مرضى القلب ساهم في تحسّن مرضى القلب بنسبة 70%. وبيّن أن برنامج التأهيل يتضمن 3 مراحل تبدأ الأولى في المستشفى بتوعية المريض وعمل اختبارات الجهد له لممارسة الرياضة والمرحلة الثانية تتمثل في متابعة المريض من خلال العيادات الخارجية والمرحلة الثالثة الإشراف على حالة المريض بشكل متباعد حيث يكون على قدر من الوعي بحالته.

وقال جاها إن تركيز الإعلام على الأخطاء الطبية فقط من شأنه أن يزعزع ثقة المرضى في الأطباء. ودعا إلى دعم مثل هذه البرامج إعلامياً.

يذكر أن مركز سعود البابطين لطب وجراحة القلب في الدمام يعقد سنويا مؤتمراً دولياً لمناقشة كافة مجالات هذا التخصص. وقد شارك في مؤتمر هذا العام نخبة من الأطباء العالميين المتخصصين في أمراض القلب وجراحاته من أوروبا وأميركا والصين، وتضمن 172 متحدثاً من داخل وخارج المملكة وبحضور أكثر من 1500 من المهتمين في هذا الشأن. كما أجريت 37 عملية جراحية نادرة في القلب خلال فعاليات المؤتمر منها11 حالة مرضية خاصة بالأطفال. كما تم إجراء 6 عمليات قلب مفتوح والبقية قسطرة علاجية للحالات الحرجة، وتضمنت الحالات عيوبا خلقية في القلب وانسدادا في الشرايين القلبية وتغيير صمامات رئيسية.

ركز المؤتمر بشكل خاص على فكرة الوقاية من أمراض القلب، حيث ناقشت الجلسات في يومها الأول 125 ورقة عمل موزعة على 7 قاعات للمحاضرات، حيث تمت مناقشة 9 تخصصات في مجال طب القلب وتضمنت التمريض والتأهيل القلبي وجراحة القلب والحالات الحرجة والطب النووي في مجال طب القلب والتصوير التلفزيوني للقلب وطب القلب التداخلي وكهروفيسيولوجية القلب والتخدير في مجال جراحة القلب.