لم يكن ذلك الحوار الصاخب بين الفنانين فايز المالكي وحسن عسيري في برنامج ليلة رمضانية بإذاعة روتانا إلا كشفا حقيقيا لثقافة الفنان لدينا، يقول فايز المالكي:(إن الفنان حسن عسيري فنان تافه ومسلسله قول في التفاهات ولا يصلح إلا لأطفال ويسيء للسعوديين)، وحث عسيري أن يترك العالم (تأكل عيش) وقال (الله رزقني بعد أن تركت حسن عسيري)!
ليرد عليه حسن عسيري بهدوء:(الله يرزقك في هذه الليلة المباركة)!
كان هذا الحديث في أواخر الشهر الكريم بعد أن قدم لنا فايز المالكي وحسن عسيري عمليهما على القناة الأولى بالتلفزيون السعودي، من كلام فايز المالكي ووصفه للفنان حسن عسيري بالتفاهة وأن عمله تفاهات، ومتابعيه أطفال، ودخوله في مسألة الرزق، تتضح لنا ثقافة المتسّبب وليس الفنان الذي يجدر به الثقافة واللياقة الأدبية في الحديث، والمتسبب في الثقافة المحلية من يعرّض نفسه للأسباب التي يجد فيها الرزق، وحسن عسيري متسبب آخر أيضاً، كنا وما زلنا نقول هؤلاء هواة فقط، لم يتطوروا سوى في مسألة التسّبب، فحين يوصف فايز زميله حسن بالتفاهة ولا يتابع إلا من قبل الأطفال فهل كان يشتم نفسه أم حسن أم الأطفال؟!
فكلمة (زحلطن) التي ابتكرها حسن مقابلة لكلمة (مع نفسك) التي يرددها الأطفال اليوم من فايز، المسألة ليست سوى حروب إنتاجية صغيرة بينهما للتسّبب من القناة الأولى، التي وجدت فيهما الجاهزية السريعة لتقديم أعمالهما لاستقطاب الإعلان وسط المنافسة الشرسة بين القنوات الخاصة التي تدفع بسخاء، غضب فايز من حسن هو غضب (سواقي التاكسي) على المواقف التي تستقطب الركاب أكثر! فمسلسل حسن عسيري العام الماضي (بيني وبينك3) بقناة mbc1 فشل بشكل كبير، مما جعل القناة تصرف النظر عنه وتتجه لطارق العلي في الكويت، في الوقت نفسه كان فايز يعرض مسلسله (سكتم بكتم1) بالقناة الأولى، وجاء حسن بجوار فايز هذا العام بالقناة ذاتها!
هذا هو الموضوع الذي جعل فايز يصرخ بتويتر ضد القناة الأولى وبهذا البرنامج ضد حسن عسيري.
المشكلة أن كل كومبارس عندنا يتطور ليصبح منتجا وليس ممثلا، وهذا نهج كل متسبب بالفن، المسألة (أكل عيش)!