على مدى عام ونصف لم تستطع أمانة منطقة عسير إيجاد حل لأوضاع المقاهي المنتشرة في أحياء محافظة خميس مشيط، فتارة توجه بغلقها أونقلها, وتارة أخرى توجه بالتريث , وثالثة توجه بتطبيق التعليمات من خلال خطابات توجهها لبلدية محافظة خميس مشيط مما تسبب في إرباك المواطنين المتذمرين من انتشارها بجوار منازلهم من جهة , ودخول مسؤولي البلدية في دوامة من القرارات المتضادة من وقت لآخرمن جهة أخرى.


تشكيل اللجان

وتعود التفاصيل إلى عقد لجنة تضم مسؤولين من محافظة خميس مشيط والبلدية وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والشرطة ومكافحة المخدرات اجتماعا في شهر رمضان من عام 1430 لإبداء الرؤى والمقترحات لمعالجة انتشار المقاهي داخل الأحياء السكنية في المحافظة , وما ترتب عليها من مفاسد رصدتها الجهات المعنية خلال السنوات الماضية كان ضحيتها الشباب وصغار السن , ورأت اللجنة أن تلك المقاهي تعد وكرا لاقتناص صغار السن , والتغرير بهم ووجودها داخل المحافظة لايخدم المحافظة من النواحي الأمنية والصحية والدينية والأخلاقية , كما أنها تعد ملاذا آمنا للمجرمين فضلا عن لجوء بعض المجهولين إليها.

واقترحت اللجنة إخراج المقاهي المرخص لها إلى خارج المحافظة وبما يمكن الجهات المعنية من مراقبة تلك المقاهي وكذلك ضمان ابتعاد الشباب وصغار السن عن ارتيادها, مع ضرورة دعم البلدية بقوة أمنية لتنفيذ ما رأته اللجنة , حيث تم رفع توصيات اللجنة لمقام إمارة عسير التي أيدت ما تم التوصية به ووجهت خطابات للجهات المعنية لتنفيذ توصيات اللجنة.


الخطابات المتناقضة

ووجه وكيل أمين منطقة عسير للخدمات خطابا لبلدية محافظة خميس مشيط في 22/7/1431 يتضمن تنفيذ توجيه مقام الإمارة في هذا الخصوص ، إلا أن أمين منطقة عسير أصدر خطابا آخر لرئيس بلدية محافظةخميس مشيط في 18/11/1431 يتضمن تذمر أصحاب المقاهي من قيام بلدية المحافظة بتوجيه إنذارات لهم بقفل المقاهي أو النقل خارج المحافظة في حين أن اللجنة المكلفة بدراسة أوضاع المقاهي في المحافظة لم تنظر إلى اللائحة الخاصة بتنظيمها ووجه بالتريث حتى يصدر توجيهات جديدة في هذا الخصوص، فيما تبع خطاب الأمين خطاب آخر بتوقيع وكيل الأمانة للخدمات بتاريخ 1431/12/4 تضمن العمل باللائحة الخاصة بتنظيم المقاهي .





تفاعل المجلس البلدي

إلى ذلك، انتقد المجلس البلدي في محافظة خميس مشيط آلية العمل في تطبيق التعليمات الواردة في هذا الشأن، وبين أنه سبق أن حذر من مغبة انتشارها وسط الأحياء السكنية , وضرورة أن يتم نقلها , وأفاد عضو المجلس الدكتورحمود أبوظهير بتلقّي المجلس العديد من شكاوى المواطنين وتذمّرهم من تواجد المقاهي داخل الأحياء السكنية , وما أنتجته من آثار سلبية على الشباب , مضيفا أن المجلس تفاعل مع مطالب الأهالي , وطالب البلدية باتخاذ اللازم حيال التصدّي لهذه الظاهرة السيئة.

واستغرب أبو ظهير تغيير أمانة عسير لقرارها الذي وافقت عليه بنقل المقاهي خارج المدينة , وتوّجت ذلك بخطابها رقم 17543 في 8\4\1431 , والموجّه لمقام إمارة المنطقة والمؤيّد لما توصّلت إليه اللجان المشكلة لهذا الغرض، مضيفا أن الجميع كان ينتظر من أمانة المنطقة وبلدية خميس مشيط تطبيق الفقرة 3 من المادة 4 والفقرة "3،2" من المادة 11 من لائحة المقاهي الصادرة من وزارة الشؤون البلدية والقروية والمطبّقة في مدن المملكة منذ فترة طويلة, والمفعلة بشكل منظم في العاصمة الرياض منذ عام 1413.


اعتذار مسؤول

في المقابل , أكد رئيس بلدية المحافظة الدكتور عبدالله الزهراني لـ " الوطن " أن البلدية ملتزمة بتنفيذ التعليمات التي تردها في هذا الخصوص , رافضا الخوض في تفاصيل أو مسببات تأخير تنفيذ التوجيهات .