يجب ألا نسقط الدور الأميركي من أي تفجير انتحاري، أو غير انتحاري حدث أو قد يحدث في العراق منذ الإعلان عن قرب رحيل القوات الأميركية عن هذا البلد في 31 ديسمبر المقبل.
فاحتلال العراق، من وجهة النظر الأميركية لا يمكن أن ينتهي بهذه السرعة، مع كل ما خسرته واشنطن، وما مني به الجيش الأميركي.
يسعى المحتل بالطرق كافة لتمديد بقائه في العراق، تارة عن طريق التودد إلى الجار الإيراني - طبعا من تحت الطاولة- وعبر بعض الرموز التي تعتبر على علاقة وطيدة بطهران، وتارة عبر التفجيرات الأمنية التي لم توفر جهة أو طائفة أو مذهبا إلا واستهدفته، ومرة أخرى عبر التأجيج الإثني والقومي، مثل ما هو الحال في كركوك.
لم يعدم الاحتلال حيلة لتمديد بقائه في العراق، رغم أن السلطات الرسمية في بغداد تجزم بأن لا بقاء لأي جندي أميركي بعد التاريخ المقرر للانسحاب، إلا ما تحتمه الظروف الخاصة بتدريب الأمن والجيش.
لن ينتظر الاحتلال طلبا عراقيا لتمديد بقاء قواته، فآثر إلى دفعه إلى هذا الطلب دفعا ، عبر ما شهدناه الأحد الماضي في مسجد أم القرى، وقبله في كثير من المواقع الدينية، وما سيليه من تفجيرات ستطال أماكن متعددة.