فشل السياسيون اللبنانيون بأكثريتهم ومعارضتهم في التوصل لحل ينهي الأزمة السياسية التي تأخذ البلاد رهينة وتعطل مصالح المواطنين وتجمد كل المشاريع والأعمال الحياتية المتفاقمة تكاليفها يوما بعد يوم. وقد أبقى الفشل في الاتفاق على ملف شهود الزور النار تحت الرماد مثيرا الكثير من الأسئلة حول قدرة اللبنانيين على معالجة مشاكلهم بأنفسهم حسب مصدر وزاري مستقل.
وفي إطار المأزق القائم بدا الجميع وفي جميع الاتجاهات مراهنا على حل يأتي عبر المسعى السعودي - السوري وهو ما عبر عنه كل من رئيس الحكومة سعد الحريري داخل جلسة مجلس الوزراء أول من أمس وأمين عام حزب الله حسن نصرالله في خطابه أمس بمناسبة إحياء ذكرى عاشوراء.
وأعلن نصر الله رفضه "لأي فتنة بين اللبنانيين وخصوصاً بين السنة والشيعة"، موضحاً "أننا خلال السنوات الماضية مع كل ما حملت من خطابات وعذابات لم نلجأ الى الخطاب الطائفي لأننا نعتبر أن من يلجأ إلى هكذا خطاب ضعيف".
وشدد على وجوب أن "نقطع الطريق على كل أشكال التآمر، كما علينا أن نكون أكبر من هذه التهديدات".
ورأى نصر الله أن "ما يسمى بالمحكمة الدولية وما يسمى بالقرار الظني، تحدثنا عنه كفاية ولكن اليوم سنختصر الأمر، فنحن نرفض أي اتهام ظالم، وسنسقط أهداف هذا الاتهام كما أسقطنا جزءاً منها، كما سنحمي المقاومة وسنحمي بلدنا". وتوجه إلى الحضور بالقول "أقول لكم إن مؤامرة المحكمة الدولية ستذهب أدراج الرياح كما كل المؤامرات السابقة، وسوف نبقى في مواقع الجهاد نصنع كرامة أمتنا وكرامة وطننا لنحمي هذا الشعب من كل هذه التهديدات التي تحيط به".
وفي ردود الفعل على مواقف نصر الله شن نواب في تيار المستقبل حملة على حزب الله. وقال القيادي في التيار مصطفى علوش إن نصرالله يتصرف باستكبار"، فيما قال وزير التربية حسن منيمنة إن حزب الله في مأزق وليس الرئيس الحريري. وذكر النائب خالد الضاهر أن على حزب الله الإقلاع عن لغة التهديد.
من جهة أخرى أعلنت قيادة الجيش أنه إلحاقا لبيانها السابق والمتعلق بتفكيك منظومتي تجسس وتصوير زرعهما العدو الإسرائيلي في مرتفعات صنين والباروك، تمكنت الوحدات الفنية في الجيش، أمس من تفكيك المنظومة الثانية في مرتفعات الباروك ونقلها.
وأشارت إلى أن المنظومة التجسسية الثانية هي عبارة عن صخرتين مموهتين زرعتا على ارتفاع 1715 مترا، تحوي الأولى جهاز استقبال وإرسال يغطي معظم بلدات البقاع الغربي والأوسط وصولا إلى المناطق السورية وعددا كبيرا من بلدات الجنوب وصولا إلى حدود فلسطين المحتلة.