على الرغم من الأزمة الاقتصادية التي تمر بها فرنسا، إلا أن باريس تستعد منذ بداية الشهر الجاري لاستقبال العام الجديد باستعدادات ربما تفوق معظم السنوات السابقة تنظيما وبهجة ونفقات وتنوعا، وتمتد هذه الاحتفالات ببداية العام وعلى مدى الشهر كله وحتى الأسبوع الأول من شهر يناير 2011.
ومما يميز احتفالات باريس بالعام الجديد هو تنظيم فعاليات تمكن الجميع من المشاركة على اختلاف الأعمار. أما فيما يخص أبرز هذه الاستعدادات فهو من نصيب بلدية باريس، حيث تم تجهيز الساحة المقابلة للمبنى حتى تغدو كساحة كبيرة لممارسة الألعاب الرياضية بما فيها التزلج وهوكي الجليد والتسلق على مرتفعات صناعية في الهواء الطلق، وذلك على ما يقرب من 1635 مترا مربعا.
ومنذ بداية الشهر وباريس تبدو مساء كعروس تتألق ضياء حيث تملأ الزينات المنيرة غالبية الميادين والشوارع، بمساحة تقترب من مئتي كلم تحت شعار "باريس تنير باريس". من جهة أخرى، تنتشر الأسواق في العديد من الشوارع الرئيسية، ويطلق عليها أسواق الأعياد أو نهاية العام، وفيها كل ما تحتاج إليه الأسرة من ألعاب للأطفال وملابس وزينات وهدايا وحلوى وما شابه، وكل هذه المنتجات تباع في خيمات من اللون الأبيض أو من الأخشاب المحلاة بأسقف بيضاء في حوالي 160 منفذ بيع. وفي السياق نفسه تحولت واجهة المتاجر إلى معارض للتماثيل الجليدية والعرائس المتحركة التي تجذب الصغار والكبار على حد سواء.
إضافة إلى تثبيت ألعاب الأطفال المتحركة مثل الخيول الخشبية الدوارة في العديد من ميادين العاصمة. أما شارع الشانزليزيه الشهير فيتألق في أضوائه منذ بداية الشهر ويرتفع أيضا في نهايته عجلة كبيرة بميدان الكونكورد يبلغ ارتفاعها 65 مترا، والتي تبدو روعتها عند رؤيتها عن بعد من الشانزليزيه. وبشكل عام يترجم تفاعل الجميع مع هذه الاستعدادات الكثير من الآمال التي يحملها الفرنسيون والمقيمون بانتعاشة اقتصادية واستقرار في العام الجديد.