•كثر الجدل حول أسماء أحياء وشوارع مدينة (أبها)، وللحقيقة والتاريخ كنت ضمن نخبة اختيرت من قبل (إمارة المنطقة) قبل حوالي العقدين من الزمن لاختيار الأسماء وفق ضوابط من (وزارة البلديات) برئاسة (وكيل الإمارة) وعضوية (رئيس البلدية) واستغرقت اللجنة بضع سنوات على جلسات متقطعة، وضعت خطتها بأن تشمل القوائم أسماء الصحابة وملوك الدولة السعودية، والفقهاء ورجال الحديث، ومعالم مدينة (أبها) وضواحيها، بما في ذلك الجبال والأشجار والزهور والجماليات الطبيعية الأخرى، إضافة لبعض الدول والأقطار والعواصم والمدن الإسلامية والعربية.

ومرّت سنوات طويلة على البيانات بين بلدية (أبها) و (وزارة البلديات) حتى تم التنفيذ هذه الأيام وحصلت أخطاء ومخالفات نذكر منها:

1ـ لم تتم مراجعة وتدقيق البيانات من اللجنة الأولى أو غيرها قبل ترسية المشروع، وقد تكون سُلمت للمقاول بصورة عشوائية.

2ـ أدخلت مسميات غريبة ومجهولة لا يمكن أن تكون من إعداد اللجنة.

3ـ وُضعت لوحات بعض الأحياء بغير مكانها كحي (النُّصب) على سبيل المثال.

إن تصحيح الوضع منوط بأمانة المنطقة، لاستبدال الأسماء النشاز بما يتلاءم وثقافة وتراث وتاريخ مدينة (أبها) والإبقاء على مالا يتنافى وذائقة المواطنين.. أما اللجنة فقد اجتهدت وسعها فيما قامت به تطوعاً دون أي مردود ماديّ، أداءً للواجب الوطني، ورجاء ما عند الله تعالى، ولها أجر المجتهد، ولا يمكن تحميلها أخطاءً الله وحده أعلم كيف حصلت ومن كان المتسبب بها.

وسامح الله المتصيدين بالماء العكر وخاصة المتسترين وراء (الإنترنت) أساؤوا الظن وحمّلوا الأمر جبالاً من الأوهام.

والخلاصة لن يزايد أحد على محبتي وانتمائي لـ (أبها البهية) عشتها أطوار حياتي، وعايشت أفراحها وأتراحها، ودوّنتها على صهوات المنابر وصفحات الطروس، محضن أبنائي وأحفادي، وامتداد مسقط الرأس وتراث الآباء والأجداد.. زادها الله نقاء وبهاء.

• بعد ما كتبت ما تقدم وأرسلته للنشر.. علمت بأن سمو الأمير (فيصل بن خالد بن عبدالعزيز) أمير منطقة عسير حسم الموضوع بتوجيه أمانة المنطقة (بلدية أبها) بالإبقاء على الأسماء المنسجمة مع الصالح العام، وتعديل ما عداها بالحذف أو الإضافة، ومن ثم تركيب اللوحات بأماكنها الصحيحة.. أحسن الله عمله وأدام توفيقه.