بعد مضي خمسة أيام على حادثة طعن فتاة لأحد أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أبها، أصدر الناطق الإعلامي لشرطة منطقة عسير العقيد عبدالله القرني بيانا صحفيا أمس، نفى فيه قيام فتاة تم ضبطها بطعن عضو الهيئة بسكين داخل مقر الشرطة، ومؤكدا نشوب مشادة كلامية بينها وبين مأمورة المهمات المرافقة لها، وتمت السيطرة على الوضع في حينه. وينافي البيان ثلاث وثائق رسمية بحوزة "الوطن" تتطابق معلوماتها حول الحادثة مع ما نشرته الأحد الماضي، إذ يؤكد محضر أمني أن الفتاة تهجمت على عضو الهيئة وأصابته في يده، فيما يؤكد محضر آخر للهيئة أن الفتاة توجهت إلى مكتب الضابط "ووجدت خلف الكرسي آلة حادة من نوع سكين ذات طرفين يدويين" هجمت بها على المرافقات لها وأصابت عضو الهيئة بجرح في السبابة اليمنى. كما يؤكد معلومات "الوطن" تقرير طبي يثبت تعرض عضو الهيئة للإصابة ويحدد مدة الشفاء بيومين.
في الوقت الذي نفى الناطق الإعلامي لشرطة منطقة عسير العقيد عبدالله بن عائض القرني، قيام فتاة مقبوض عليها في أبها بطعن عضو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر داخل مقر شرطة غرب أبها بسكين كانت تحملها، كشفت وثيقة رسمية حصلت عليها "الوطن" أن الفتاة حصلت على السلاح الأبيض "سكين" من مكتب ضابط بشرطة غرب أبها وحاولت الاعتداء على السجانات داخل أروقة الشرطة.
وقال القرني في بيان صحفي أمس ما نصه "بتاريخ 6/1/1432 قبض على امرأة في العقد الثالث من العمر أمام سوق أبها مول كونها مطلوبة في قضية سابقة، وأثناء ترحيلها إلى دار رعاية الفتيات بعسير أصرت على اصطحاب ابنتها البالغة من العمر أربع سنوات، وأثناء ذلك حدثت مشادة كلامية بينها وبين مأمورة المهمات المرافقة لها، وتمت السيطرة على الوضع من قبل رجال الأمن المتواجدين ومن قبل عضو الهيئة، وحيث لا صحة لما ورد في بعض الصحف من أن الفتاة قامت بطعن عضو الهيئة بسكين داخل مقر الشرطة، وقد أحيلت القضية لهيئة التحقيق والادعاء العام للتحقيق ومعرفة ملابسات القضية".
في حين أشار محضر الواقعة الموقع من قبل عضو الهيئة المصاب، بتاريخ 2/1/1432 وليس في 6/1/1432 كما ورد في بيان الناطق الإعلامي إلى أنه "في يوم الأربعاء 2/1/1432 وفي تمام الساعة 12.30 مساءً وأثناء وجودي في مهمة عمل في شرطة غرب أبها، مشارك في قضية أحيلت من قبل مركز هيئة الأسواق وفيها طرف نسائي قبض عليها في خلوة محرمة شرعا وهي للمرة الثانية التى يقبض عليها في نفس القضية، وأثناء أخذ الإفادة منها من قبل ضابط الخفر وبحضوري وعند الانتهاء من أخذ الإفادة منها صدرت توجيهات من الجهات المختصة بإيداعها دار الفتيات ، حتى تنظر من قبل هيئة التحقيق وقد طلب مندوبات المهمات من البحث الجنائي لنقلها في سيارة رسمية والتوجه بها لدار الفتيات، وعندما طلبوا منها الخروج من قسم الشرطة رفضت ذلك بشدة وعند محاولة إخراجها لركوب السيارة قامت بالاعتداء على إحدى مندوبات البحث الجنائي وأثناء المشاجرة الكلامية واليدوية قامت بالتوجه لخلف مكتب الضابط ووجدت خلف الكرسي آلة حادة من نوع سكين ذات طرفين يدويين، واتجهت نحو إحدى مندوبات البحث الجنائي مستغلة غفلتها لتضربها بالسكين، أثناء ذلك لاحظت تصرفها فقمت بالإمساك بالآلة الحادة التي كانت متجهة نحو مندوبة البحث الجنائي ووقعت الضربة في يدي السبابة اليمنى وسببت نزيفا وآلما شديدا حصلت على أثره على تقرير طبي ، وتحملت ذلك لمنع السجانة من الإصابة التي تسبب لها أمورا لا تحمد عقباها ، وعند ملاحظة المرأة النزيف الدموي من يدي خضعت للأمر وركبت للسيارة دون أي مقاومة..أعد هذا المحضر براءة للذمة وحفظا للواقع".
كما تحتفظ " الوطن" بصورة لمحضر آخر للواقعة على ورقة مسودة تتبع للجهات الأمنية تفيد بتهجم الفتاة على السجانات وإصابة عضو الهيئة، إضافة إلى صورة للتقرير الطبي الصادر من مستشفى عسير المركزي عن الحالة المرضية لرجل الهيئة الذي تعرض للاعتداء، وحددت مدة الشفاء بيومين وتم إصداره بناء على خطاب محال من الشرطة بتاريخ الليلة نفسها.