برغم مضي وقت على إعلان بعض الأندية الأدبية البدء في تكوين الجمعيات العمومية عبر كل وسائل الإعلام التقليدية والجديدة كرسائل الجوال وعبر شبكة الإنترنت، إلا أنه بدا لافتا أن الإقبال على طلبات الانضمام للجمعية المرتقبة ما زال دون المتوقع لدى الأندية التي أنهت إعداد استماراتها منذ وقت مبكر، وأرجع مراقبون سألتهم "الوطن" السبب في ذلك لانشغال المثقفين والخروج للتو من موسم الحج، إلا أن عددا منهم توقع أن تشهد الأيام المقبلة حضورا وصفوه باللافت.
واستغرب رئيس نادي المدينة الأدبي الدكتور عبدالله عبد الرحيم عسيلان ضعف الإقبال بالرغم من كل الإجراءات التي قام بها النادي والتي لم تقتصر- حسب قوله - على الإعلان في الصحف المحلية حيث تواصل النادي مع عدد من الأدباء والمثقفين والذين لم يظهروا أي استجابة حتى الآن. وأشار عسيلان إلى أن أدبي المدينة مدد فترة التسجيل حتى نهاية محرم الجاري، بأمل أن يرتفع عدد المتقدمين خصوصا أن المدينة تتميز بوجود جامعات ومؤسسات ثقافية ومراكز علمية وبحثية عديدة.
في الوقت الذي يؤكد فيه رئيس نادي تبوك الأدبي مسعد العطوي آلية مماثلة لأدبي المدينة اتبعها ناديه لامتلاكه عناوين وأرقاما كثيرة للمثقفين، وبات لديهم خبرعن موعد الانضمام لعضوية الجمعية العمومية إلا أن العدد الفعلي - يتابع العطوي - الذي تقدم حتى الآن لم يتجاوز العشرين.
وأبدى العطوي تفاؤله بارتفاع عدد المتقدمين خلال الشهرين المقبلين،
مرجعا ضعف الإقبال إلى انشغال المثقفين وعدم رغبة بعضهم في تحمل المسؤولية.
من جهته لم يخف رئيس نادي جدة الأدبي الدكتور عبدالمحسن القحطاني تفاؤله قائلا: "لست متشائماً". ذاهبا إلى أن النادي لم يكتف بالإعلان المدفوع بالصحف ولا الرسائل ولا على موقع النادي في شبكة الإنترنت، بل أرسل خطابات عديدة للأسماء الثقافية والفكرية الفاعلة بالمنطقة والذين تنطبق عليهم شروط العضوية داعيا إياهم للتسجيل. وشدد القحطاني على استحقاق مدينة جدة بجمعية متميزة - حسب تعبيره - مستندا إلى ما سماه "جدة مدينة تزاوج بين الثقافات"، مرجعا التأخر في التسجيل إلى الإجراءات الروتينية التي عادة ما تصاحب إرسال الخطابات التقليدية.
وتوقع القحطاني أن يكون الإقبال مميزا في الأيام المقبلة مؤكدا أنه تقدم إليهم في يوم واحد سبعة أشخاص ولم يستبعد أن يمددد النادي فترة التسجيل كي يتأكد الاستحقاق بجمعية تليق بالمجتمع الجداوي طبقا لتعبيره.
إلى ذلك تابعت "الوطن" أكثر من ناد ما زال في طور إعداد استمارة العضوية والإعلان في الصحف عن بدء تكوين الجمعية العمومية تمهيدا للانتخابات المنتظرة والتي لايستبعد مراقبون أن تشهد شراسة بين المتنافسين على الدخول لأول مجلس إدارة ينتخب بعد استئناف آلية الانتخابات في الأندية الأدبية لأول مرة منذ تعطيلها عام 1982.