رفضت الهيئة العامة للغذاء والدواء التصريح باستخدام نوعين من الدواء يفيد مخترعهما بأنهما ناجحان لعلاج إدمان المخدرات والأمراض الناجمة عنها، وإزالة السموم الناتجة عن استعمال الأدوية، وحصل المنتجان على براءتي اختراع من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ومجلس التعاون لدول الخليج العربي، وأوصت الهيئة بشدة بعدم استخدام هذين المستحضرين.
وأكد نائب رئيس الهيئة العامة للغذاء والدواء لشؤون الدواء الدكتور صالح بن عبدالله باوزير لـ"الوطن" أن براءة الاختراع لا تعني الاستخدام. محذرا من الانجراف خلف الإعلانات ممن يدّعون العلاج، ويوهمون الناس بأن لديهم براءة اختراع.
وكان المواطن ياسين فريد الملقب بأبي مشعل حصل على براءتي اختراع من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ومن مجلس التعاون لدول الخليج العربي بعد اكتشاف دواءين لعلاج إدمان المخدرات، والأمراض الناجمة عنها، وإزالة السموم هما "أثير 100"، و"كليتين".
وذكرت الهيئة في توصيتها ـ التي حصلت "الوطن" على نسخة منها ـ أن المركز الوطني لمعلومات الأدوية والسموم بقطاع الدواء بالهيئة العامة للغذاء والدواء راجع الوثائق والملحقات المرفقة لتقييم المستحضر المسمى "كليتين" klyteen من الناحيتين العلمية والسريرية الإكلينيكية، وأثبتت الدراسات أنه لا يوجد مستند علمي يدعم مصداقية هذا الاختراع، وافتقار المعلومات إلى العديد من البنود العلمية المتعارف عليها، حيث لم يُتمكن من معرفة العلاقة بين تركيبة علاج إدمان المخدرات المسماة "أثير 100" الدواء الأول، والتقرير المبدئي حول سمية مستحضر "كليتين" الدواء الثاني، كما أن المادتين غير مسجلتين بالمملكة.
وأضافت الهيئة أنه "بعد مراجعة التركيبة الخاصة المذكورة في تقرير مركز الملك فهد للأبحاث الطبية اتضح احتواؤها على العديد من المكونات التي لم يتم تحديد الأسماء العلمية، والأنواع التفصيلية لها، وعلى سبيل المثال ذكر الحبة السوداء ضمن المواد المستخدمة دون ذكر نوع الحبة السوداء المستخدم، وكما هو معروف علميا أن الحبة السوداء لها ستة أنواع، مما يثير التساؤلات حول البراءة الممنوحة للتركيبة".
وأوضحت الهيئة أنه تبين عدم توفر دراسات إكلينيكية ذات مستوى علمي مقبول تثبت فعالية ومأمونية استخدام تركيبة علاج إدمان المخدرات "أثير"، أو مستحضر "كليتين"، لذا أوصى قطاع الدواء بالهيئة العامة للغذاء والدواء بعدم استخدام هذين المنتجين.
جاء ذلك بعد تداول اختراع المواطن بحجة أنه يعالج مرضى إدمان السموم بكافة أنواعها، والمخدرات مثل الحشيش والهروين والكوكائين وغيرها، وتمكن المواطن ـ كما يزعم ـ من علاج أكثر من 2246 حالة إدمان بالعلاج الذي يتكون من 72 نبتة عشبية زراعية موجودة بالمملكة. مشيرا إلى أن الدواء ينقي الجسم من آثار المخدرات والسموم بنسبة 100%، وجرى تسجيله في مدينة الملك عبدالعزيز للاختراعات، وفحصه من قبل وزارة الصحة وجامعة الملك سعود.
وذكر الدكتور صالح باوزير في رده على استفسار "الوطن" بشأن هذا التضارب بالقول "يجب أن نفرق بين براءة الاختراع والاستخدام.. فالبراءة لا تعني أن هذا الدواء صالح للاستعمال، وليس حمل براءة يعني الموافقة على استخدام الدواء أو المنتج"، مضيفا أن الدواء يحتاج إلى دراسات علمية وإكلينيكية معينة وبحوث حتى تتم إجازة استخدامه، كما أن البراءة لا تخوّل الشخص باستخدام المنتج". مشيرا إلى أنه سبق للهيئة أن نقضت عدة دراسات وتم تقديم الاعتراض عليها ونقضت.
وأضاف الدكتور صالح باوزير أن براءة الاختراع تحتاج إلى تعريف دقيق، وهي تضمن ملكية الشخص لمنتج معين أو مخترع أو مكتشف، وضمن الخصوصية لصاحبها، ولا تعني إجازتها للاستخدام. مشددا على أنه لا يجوز استخدام أي دواء إلا بعد أخذ الموافقة من الجهات المختصة.